يتمحور "سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء" حول تجربة الفقدان الاستباقي، التي نعيشها عندما نعرف حتمية فقدان شخصٍ عزيز قبل حدوثه. خلال الفترة الممتدّة بين المعرفة بحتمية الفقدان وبين لحظة المفارقة، نختبر مشاعر وأحداث مركبة عادة ما نؤجّل التعامل معها في نوع من الخدر أو تحت وطأة هستيريا الأحداث التي تفرضها التركيبة الحرجة لهذه المرحلة. بعد مفارقة الشخص للحياة، تنبثق لدينا بشكل مفاجئ آفاق طاغية للتعامل النفسي والذهني مع تفاصيل الفقدان. نجد أنفسنا عرضةً لتكوينات عاطفية جديدة ومحيّرة تضعنا في موقعٍ من الهشاشة والتمزّق. يركز المشروع على ثلاثة من سياقات الفقدان التي تشيع في فلسطين، وتتّسم بانحدار قاسٍ لجودة الحياة قبل انتهائها. يتّخذ الكتاب من اللغة الأدبية والرسومات وسيطاً لترجمة مشاعر أشخاص عايشت هذه التجربة بصيغ لا معقولة من مواقع مختلفة، ويعمل بوصفه صوتاً حساساً ومُعداً لإنطاق هذه التجارب وتزويدها بلغةٍ خاصّة للتعبير عنها وإخراجها من حيّز الغرق الفردي إلى فضاء التعافي المشترك، ما يجعلها قوّةً للخلق والتجاوز. يشكل المشروع برمّته مسار تعافٍ مشترك عبر الفنّ.