يرسم مشروع كتاب كرامي صورةً لإنتاج القرآن في فترة اتّسمت بتغييرات كبيرة، وتحديدًا الحقبة الممتدّة بين 950 و1250م، في وسط وشرق العالم الإسلامي الممتدّ من مصر إلى آسيا الوسطى. فقد شهدت هذه الفترة عددًا من التغييرات التقنيّة والجماليّة البارزة التي استمرّت قرونًا. فاعتبارًا من القرن العاشر الميلادي، استُخدم الورق مادةً للكتابة بدلاً من الرقّ/الجلد، وحظي النسَق العمودي بالأفضليّة بشكل متزايد على النسَق الأفقي. كما استخدمت المصاحف التي تمّ نسخها خلال الفترة المذكورة عددًا من المخطوطات الجديدة التي تعكس الغموض كظاهرة جماليّة والانفتاح الإبداعي على التجارب، قبل أن يحوّلها المماليك إلى نصوص مقدّسة في القرن الثالث عشر الميلادي. ويضع المشروع الحالي تاريخ القرآن عند تقاطُع التاريخ المحلي والعالمي، ويُعيد اعتبار "الضواحي" بصفتها مراكز للإنتاج الثقافي. وباعتماد نهج متعدّد التخصّصات، فإنه يركّز على القرآن كموضوع، من خلال التفكير في جوهره المادي المتأصّل في ممارسات متعدّدة، وفي استخدام المخطوطة ودورها وحياتها الآخرة. ويرمي ذلك إلى فتح باب دراسة القرآن من خلال ربطه بالوقائع التي انبثق منها، وبالقوى التي لا يزال يتعامل معها، ما يتيح محادثات تخصصيّة فرعيّة وحوارات متعدّدة التخصّصات.