يتعرّض هذا البحث لقضايا عديدة، يبحث حول ما استقرّ في الذاكرة الجمعية وما تبدّد، وأسباب ذلك وعلاقته بضياع الأرشيف الشخصي والعام، وكيفية حدوث ذلك. هل مورست رقابة أبوية على هذه الذاكرة فأدّت إلى إعادة توجيهها؟ أم أعادت الذاكرة إنتاج نفسها في ضوء عوامل معينة بصورة إنتقائية؟ يرتكز البحث بشكل أساسيّ على دراسة العلاقة بين الذاكرة والإنتاج الصوتيّ والموسيقيّ ويطرح التساؤل: كيف يمكن أغنية أن تعيد إحياء ذاكرة ميتة؟ يطرح البحث أيضاً أسئلة حول أسباب وكيفية ضياع الأرشيف وعلاقة ذلك بتغيّر الوسائط وتطور التكنولوجيا. يركز البحث على فترة الثمانينات من أكثر من زاوية، ويدرس العلاقة بين الظروف السياسية والإجتماعية في فترة الثمانينات وبين الإنتاجات الثقافية المختلفة في تلك الفترة، وكيف تعاملت الرقابة كسلطة مع هذه الأعمال، من خلال تسليط الضوء على ما حدث خلال تلك الفترة وكان له أثراً بالغاً على اللحظة الراهنة. سنتعرض إلى العلاقة بين جيل الثمانينات من الفنانين وبين الأجيال التالية، وهي العلاقة التي نراها بحاجة ماسة إلى دراسة ومراجعة، فهناك نقطة ما في هذه الفترة إنقطع عندها التواصل بين الأجيال بصورة صارخة، وصارت الأجيال التالية، بشكل منفصل، تعيد اختراع العجلة مجدداً.
سيستعرض هذا البحث سيرة وأعمال بعض فناني جيل الثمانينات بغرض الدراسة والتحليل، وكذلك سيساهم في إعادة اكتشاف بعض الاسماء والأعمال لفنانين مؤثرين لم يسلّط عليهم الضوء من قبل، ويعيد النظر والتحليل في أعمالهم التي طواها النسيان. كما سيتطرق في جزء منه لأهم ملامح التحوّلات التي حدثت منذ السبعينات حتى منتصف التسعينات، محاولاً فهم واستيعاب تأثير تلك التحولات التي حدثت في الماضي على مسارات وأعمال هؤلاء الفنانين والتي يمتد أثرها إلى المشهد الفني والإجتماعي الحالي، وكيف تعامل فنانو تلك الفترة مع التطوّر التكنولوجي وتغير الوسائط في التسعينات، وتأثير ذلك على مصائرهم وأعمالهم.