يتأسس هذا العمل البحثي، من حيث خلفيته السوسيولوجية، على فكرة رئيسة هي استجابة أشكال التعبير الفرجوية لحاجات مجتمعية، واضطلاع الفرجات التقليدية بوظائف اجتماعية مركبة. و يسعى هذا المشروع، تحديداً، إلى فهم المحتوى الماهوي لعدد من الفرجات التقليدية السائرة بشمال المغرب، والكشف عن الوظائف المجتمعية التي قامت بها وما تزال، في أفق وضعها في سياق مشاريع تنموية ذات عائدات اقتصادية وثقافية وقيمية متنوعة.
لا يحرّك هذا المشروع المنزع "التراثاني" الذي يراهن على استعادة الأشكال الفرجوية المنقرضة ولا على إحيائها لتعاود التجلي على نحو ما كانت عليه في الماضي، بل يراهن على تمكين المبدعين، عربًا وغيرهم، من مادة فنية أصيلة يمكن اتخاذها منطلقاً لخلق تجارب وحساسيات إبداعية جديدة ومتفردة، ولم لا تسويقها على المستويين العربي والعالمي، طمعاً في خلق صناعة ثقافية وإبداعية عربية ذات تنافسية قوية.