ينظم الصندوق العربي للثقافة والفنون-آفاق، بالشراكة مع مؤسسة أليانز الثقافية، وبالتعاون مع معهد غوته دمشق في المنفى وصحيفة زوددويتشه، سلسلة نقاشات، قراءات، إطلاق كتاب وموسيقى في العاصمة الألمانية برلين تحت عنوان " أوروبا ومنطقة البحر المتوسط في أوقات الهجرة: التحديات والفرص" يومي 11 و12 تشرين الأول/أكتوبرفي أليانز فوروم.
في حين إعتبر تدفّق اللاجئين الضخم الى ألمانيا إشارة خطرة ومصدر إنزعاج من قبل المشككين والمعارضين لرد فعل الحكومة الألمانية تجاه المأساة الإنسانية، وجد المناصرون لسياسة الحكومة في هذا الواقع فرصة. عتم هذا الإستقطاب الحادّ على تجارب المنفى المعيشة والتفاعل اليومي في مواجهة واقع جديد وثقافة جديدة. في أيّ اتّجاه تذهب نظرة المنفى؟ هل تنظر الى الخلف أم الى الأمام؟ هل تنظر الى الداخل أم الى الخارج؟ كيف تتصالح مع الخسارة والإحتمالات الجديدة والواقع المعيش؟ كما لو أنّهم مرآة أو عدسة، يعكس اللاجئون صورة عن المجتمع الألماني المعاصر وإمكانات تجدده نحو تعددية كبرى وطابع كوزموبوليتاني أوسع في المستقبل. اللاجئون هم أيضاً موضوع للإسقاط والإنابة. بين البراغماتية الواقعية لخطاب الفرصة، كياسة المجتمع المندمج إيجابياً، وتصوير االهجرة الوافدة كتهديد، ما هي الرهانات التي يواجهها المجتمع الألماني في ظلّ التدفّق الضخم للاجئين؟
هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور هذا الحدث الذي يتضمّن مشاركة موسيقية لخماسي دمشق الوتري، قراءات لسليمان البسّام وروزا ياسين حسن ومايكل كليبرغ، تقديم لكتاب "أوروبا: مدخل مصوّر الى أوروبا للمهاجرين واللاجئين" مع الكاتبة علياء مالك والمصوّر توماس دفورزاك، وندوة حوارية مع جلبير أشقر ونايكا فوروتان وغيزين شوان وفيليب فارغ، إلى كلمة رئيسية لبيتروس ماركاريس وكلمة ختامية لإلياس خوري حول المنفى. يفتتح الحدث السفير وولفغانغ إيشنغر ورئيس مجلس أمناء آفاق غسّان سلامة، ويشهد إطلاق برنامج آفاق الخاص "منصة بيروت برلين الإبداعية".
يأتي هذا النشاط فاتحة لسلسلة من الفعاليات والبرامج التي ستنظمها آفاق على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة في ألمانيا في إطار برنامج جديد سينطلق العام المقبل في عنوان "منصة بيروت برلين الإبداعية" بما هي مبادرة متعددة الاختصاصات تقودها آفاق. تهدف المبادرة الى تحفيز الابداع الحيوي للمثقفين والفنانين العرب والأوروبيين كما المؤسسات الثقافية والفنية، وتدعوهم الى التفكير النقدي والى البحث المثمر في وجه الصعود الحاد للعدائية والتعصّب الناتجين عن المعدل المرتفع لهجرة اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تطمح المنصة إلى ان تحدث تغييراً في النظرة والخطاب، وأن تكتشف امكانات مبتكرة وبناءة لتشكيل أرضية خصبة للتقبل وتعزيز قيم التعايش، وذلك من خلال اشراك جماعات فنية ومبدعة من كل من أوروبا والعالم العربي. تقوم المنصة على شراكة بين فنانين ومثقفين رياديين أوروبيين وعرب، وهذا ينبع من قناعة آفاق بأن الأزمة الحالية وتداعياتها الخطيرة تنعكس على حد سواء على المجتمعات الأوروبية كما المنطقة العربية، ومن إيمانها بضرورة التدخل بشكل فعّال عبر تخصيص موارد من شأنها أن تترك أثرا في مواجهة الأزمة التي تخصنا جميعاً.