عندما كان طفلاً، لم يُحرَم «حُسني» من شيء. كان والداه يمتلكان تجارةً ناجحة في مدينة «صَفَد» الفلسطينيّة، وبنيا منزلاً فسيحاً على قمّة جَبَل، وغالباً ما كانوا يزورون العائلة والأصدقاء الذين كانوا يعيشون على بُعدِ بضعةِ مبانٍ منهم. في العام 1948، عندما كان «حُسني» في الرابعة من عمره، أجبر المستوطنون الجُدُد عائلته على الفرار، آخذين من ممتلكلاتهم فقط ما تمكّنوا من حمله، في رحلتهم التي دامت إثنَي عشر ساعة مشياً على الأقدام نحو لبنان. لاحقاً، عَلِمَ «حُسني» أنَّ المستوطنين اليهود قد حوّلوا منزله إلى مستشفى إسرائيلي. رغبةً منه في العودة إلى فلسطين، انتهى به المطاف بالانتقال إلى الولايات المتحدة حيث التقى بزوجته «إيزا».