على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت فلسطين انتشاراً للمباني المتحفيّة. وبينما تمكّن عدد قليل من المؤسّسات من مباشرة العمل، لا يزال العديد منها يجاهد من أجل القيام بذلك. ينطوي قيام هذه المشاريع على مفارقةٍ وتناقض؛ فهي تفترض وجود دولة فلسطينيّة مستقلّة، إلّا أن صراعها من أجل التحرّر لا يزال مستمرّاً. يهدف هذا المشروع إلى رسم نَسابة (جنيولوجيا) نقديّة للمتاحف الفلسطينّة، بالإضافة إلى موضعة الجهود المتحفيّة ضمن إطار نظري وسياقي لتاريخ ونظريّة المتاحف والمعارض الفنيّة؛ أي إدراجها ضمن النّقاشات كدراسات لحالات استثنائية، ولكن أيضاً شاملة ووثيقة الصلة بشكلٍ عام.
سيتم إيلاء اهتمام خاص لمحتويات تلك المتاحف ولمُقتنياتها التي فُقِدَت أو رُحِّلَت. فعلى الرغم من أن مفهوم المتاحف والمؤسّسات الموجودة في فلسطين قد تغيّر على طول فترة النضال، فَقَدَت المتاحف والمعارض العديد من القطع والأعمال الفنيّة. سيتم إجراء دراسة حول المتاحف من خلال اقتفاء أثر القِطَع التي تم إزالتها أو نسيانها، أو تلك التي اختفت أو ظلّت مُحتَجَزة خارج المتحف. هل تتساوى جميع المتاحف الفلسطينيّة من حيث الحريّة المُتاحة لها؟ ماذا يمكن لهذه الأغراض الهاربة من المؤسّسة أن تخبرنا عن تلك المتاحف؟ وهل يمكن للمتاحف الفلسطينيّة أن تساعدنا على فهم مؤسَّسة المتحف كفهوم عام، وعلى فهم علاقتها بالدولة القوميّة المفقودة في هذه الحالة؟ سوف تعمل لارا خالدي على استكشاف وتركيب هذه النَّسابة بعلاقتها مع تغيّر أشكال النّضال من أجل التَّحرير. إنطلاقاً من منظور ميشال فوكو للنَّسابة، ومن واقع تحكّم مختلف هياكل السُّلطة في بناء المتاحف في فلسطين، سوف تطرح خالدي السؤال التالي: كيف لهذه المتاحف والأغراض والأعمال الفنيّة أن تتعامل مع واقع ومجريات المساعي المتعدّدة نحو إقامة حلّ الدّولتَين، دولة قوميّة فلسطينيّة، حلّ الدّولة الواحدة، أو التأسيس لشكلٍ من أشكال الأُمميّة.