قرر سليمان وثلاثة آخرون من أعضاء «نادي السينما السودانية» إعادة إحياء دار عرض سينمائية قديمة. لا يجمعهم فقط عشقهم للسينما وشغفهم بترميم الأفلام القديمة ومحاولتهم لجذب الانتباه لتاريخ السينما السودانية من جديد؛ ولكن تجمعهم أيضًا تجربة دراسة السينما في المهجر. يحاولون دون كلل ضم مُلَّاك دار السينما إلى صفهم بغرض تشغيلها من جديد؛ إلا أنهم يجدون مقاومة متكررة من جانبهم. في تلك الأثناء، يجلسون سويًا ويتحدثون عن الماضي؛ وتتضمن حكاياتهم تجاربهم المشتركة المتمثلة في تعرضهم للاضطهاد والتعذيب كونهم فنانين معارضين للنظام. يتلوُن على بعضهم البعض خطابات قديمة كتبوها في المهجر حالمين بسودان يمكن فيه للفن والفكر أن يتمتع بالحرية. "نحن أذكى منهم، ولكننا لسنا أقوياء"، هكذا لخصوا جميعًا وضعهم. لحظات كتلك هي التي تسمح للمشاهدين التمعن في تلك الصداقة، والمؤازرة الفكرية، والصلة التي تربط بينهم خلال صراعهم من أجل تحقيق مبادئهم المشتركة. يضع المُخرج (صهيب الباري) تاريخ السينما السودانية في مركز أحداث فيلمه، بينما يُسلط الضوء على الوضع الحالي في بلد تزعزعها أزمات مستمرة.