في العام 2011 بدأ حراك شعبي في سوريا بعد حالة من الركود السياسي دامت أكثر من أربعين عاماَ. ومع بداية الحراك بدأ القتل يمارس بحق من يقرر النزول للشارع شاهراَ غضبه. في الأشهر الأولى انتابني شعور عميق بأن الموت قريب مني, و كيف لا وهو يمارس بشوارع مجاورة للشارع الذي أقطن به, قررت أن أواجه هذا الشعور بنوع من الشجاعة و الإيجابية بأن أقوم بالأفعال التي تحقق لي المتعة. و كمن يريد أن يترك الأثر الأخير في حياته و اتجهت بالفطرة إلى الأمرين الأكثر إمتاعاَ لي و هما الرسم و التصوير بالكاميرا, منحني الرسم تلك المساحة من الزمن لأكون مع نفسي بما يحمل ذلك من تداعِ للأفكار و نكوص نحو الذاكرة وربط ما يحصل ببلدي مع تلك الذاكرة المثقلة بالعنف ككثير من شوارع سوريا في هذه الفترة, العالم كله كان ينظر إلى هذا العنف كشيء (جديد) مستهجن ولكني كنت أعرفه تمام المعرفة, عرفته في المدرسة والشارع والأسرة هو بالنسبة لي قديم قدم ولادتي, و لكنه يطفو الآن على السطح. يروي الفيلم قصصاً من سوريا، قصصا شخصية وأخرى متعلقة بمجتمعنا، إن كان من الحاضر أو من الماضي، ليشرح سبب اندلاع هذه الثورة وكيف يمكن للروح أن تتغير من تمني الموت إلى الرغبة في الحياة