فیلم المشھد الأخیر یبحث في الأسئلة الأساسیة التي تدور حول الحرب و الثورة. المصیر الذي یواجھھ المطالبین بالحریة في عالم یبحث عن المصالح الإقتصادیة و یتوارا خلف خدیعة العالم المتقدم المدافع عن حقوق الإنسان. الفیلم یبحث في مصیر جیل الشباب الذي یحلم بالحریة و الدیمقاراطة و الذي دفع بشكل وحشي إلى الحرب الدامیة. إن فیلم المشھد الأخیر ینتمي إلى العالم العربي بكل تفاصیلھ فھو یتحدث عن جیل كامل من الشباب الحالمین والذین خصیت أحلامھم و بات الحدیث عن ثورتھم على الظلم و الدیكتاتوریة ضرب من ضروب العبث و السخف. ( إن ما یحدث في سوریا لیس بجدید یا صدیقي) ھذا ما یقولھ مانویل الشاب الاسباني في الفیلم في معرض حدیثھ عن تكرار التاریخ لنفسھ من زاویة التضارب بین آمال الشعوب و المصالح التي یسیطر علیھا أصحاب رؤوس الأموال و المتسلطین على السلطة في العالم. العودة في ھذا الفیلم للحدیث عن الإمبریالیة الجدیدة التي تتصارع على منطقة الشرق الأوسط و كأننا نعیش في زمن غابر یشبھ إلى حد بعید الصراع الذي كان متأجج في بدایات القرن العشرین و تحدیداً في زمن الحرب العالمیة الأولى عندما تغیر شكل العالم بسقوط الإمبراطوریة العثمانیة و الصعود الكاسح لقوة الولایات المتحدة الأمریكیة. السؤال عن موقع المثقف العربي في ھذا الصراع الدامي و الذي نراه الیوم إما في المنفى أو على منابر التطبیل و التزمیر للحكام. إن ما یدفعني للقیام بھذا الفیلم وكما أقول في نھایتھ بأنھ وثیقة في وجھ الزمن یكتبھا أناس یرفضون أان یكونوا ضحایا و یرفضون أن یكونوا أبطالاً فالبطولة مرفوضة لأنھا تسمح للجبناء بتبریر تخاذلھم و الضحیة تعطي شكلاً من أشكال سلب الإرادة. من یظھرون في الفیلم ھم أناس إختاروا أن یخوضوا ھذا التحدي القاتل و دفعوا الثمن فكما یقول حازم كمال الدین المسرحي العراقي في الفیلم (عندما نرید أن ننتزع حریتنا یجب أن نقدم ضحایا).