في بلاد الديكتاتورية المنظور غير واضح، الصورة غير مكتملة، الرؤية ضبابية، الصوت خائِر، والكلام متلعثم، والأفواه مغلقة، فالحق مخبأٌ في القلب حيث لا يعول عليه. في بلاد الديكتاتورية شتات.
هي تبحث في شتات الوطن هذا و في شتات السينما والثورة والأربعين من العمر. تبحث في الزمن والذاكرة وفي العتمة و في أعوام أحاطت بها وبشريكها وبأصدقائهما وبعائلاتهم يحيطون أنفسهم بالسينما وبالغناء وبالمحاولة. على مر السنين سجلوا من حياتهم وحياة أحبتهم نتفاً، دونوا أحلامهم وأفكارهم حتى لا تضيع، صنعوا أفلاماً، علناً وبالخفية، عرضوا أفلاماً، سجلوا همسات التجأت بحِمى الليل، لملموا الدلائل والصور ... ثم غادروا. وحين ظهروا كانوا تارةً معارضين، وتارةً سينمائيين، وتارةً ناشطين، وتارةً عشاقاً، وتارةً منفيين، وتارةً كانوا مرهقين، وتارة مجرد أصدقاء يصغون بصمت. سينما تتلوى بين الشخصي والعام لتبعث حياةً في قصاصات ونتف وتسجيلات مبتورة، و سينما ربما تكون قد أنقذت حياتهم.