هنالك راٍو أوّل، المؤلف، و راٍو ثانٍ، البطل الذي تدور حوله الرواية. الأول أكثر ارتباطً بما عاشه ويعيشه الكاتب، الثاني يبنى واقعه استنادا إلى واقع الأّول وإلى خيال تستلزمه الرواية. يعيش البطل، الراوي الثاني، أزمة هوّية على مستويين: الأولى تحتيّة تخص معنى أن يكون فلسطينياً، أي لا هو من فلسطينيي الضفة ولا غزة ولا ال ٬٤۸ كون جّده لجأ إلى سوريا عام النكبة٬ لكنه كذلك ليس ابن مخيماتِ ومدِن سوريا ٬ كون حياته كانت مقّسمة بين أحد مخيماتها وبين دولة الإمارات ٬ لكنه كذلك منفصل عن مجتمع الفلسطينيين في الإمارات. ولاحقا دخل في حياة أخرى ٬ كلاجئ ٬ في فرنسا ٬ لكنه كذلك ليس من فلسطينيي أوروبا أو فرنسا. فليس هنالك أي مجتمع، أو بلد أو مدينة، ينتمي إليه. تتعدى الأزمُة الانتماَء لفلسطين، أو الهوّية الفلسطينية، إلى انتماءات، هوّيات أخرى ..