أحد المراهقين الصغار ينتحر لسبب غامض، فقط أصدقاؤه يعرفون، لكنهم لم يدركوا أن الأمر قد يتطور إلى هذه الدرجة، لم يخبروا أحدا أنهم دخلوا المقابر ليلا، في غمرة فرحتهم بانتصارهم العظيم ، حتى صارت المقابر وكل الأماكن المحيطة بالشارع حِلا لهم . ارتعب سكان الشارع من الحادثة المروعة، ثم عادوا سيرتهم الأولى، كأن شيئا لم يتغير، أم فوزي عادت تتلو التعاويذ القبطية أثناء صناعة الفلافل، أم عصام تتلو أحلامها ورؤاها على العابرين، محمد زكريا قتل في أفغانستان والبعض يقولون أنهم يرونه يقف فوق سطح البيت، فوزية تركت زوجها وعادت إلى بيت أبيها وتركته عاجزا عن عزف الكمان وعن حبها، فيشرب البراندي ويهذي، ومازالت التصدعات التي خلفها زلزال 92 في جدران البيوت تسرب مياه الأمطار في الشتاء، وأرواح الموتى في الصيف، كي يعرجوا إلى سماء الله خفافا دون معين .