هي مدينة متخّيلة ٬ يتقاطع على جسدها عدة أنهار. وفي أحد مواضع التقاطع هذه ٬ تبرز جزيرة ٬ يسكنها عدد ليس بقليٍل من الطبقة المتوسطة العليا ورجال الأعمال والوزراء ٬ بعد أن كانت عند نشأتها ملاًذا لصيادي الأنهار. تتصل الجزيرة ببقية أعصاب المدينة ٬ أي الضفاف الأخرى للأنهار المتقاطعة على جسدها ٬ بواسطة جسور للمشاة والسيارات. في صباح أحد الأيام ٬ بنهاية أكتوبر الخريفي وبداية نوفمبر ٬ يستيقظ أهل الجزيرة على فجيعة ليس من السهل تجاوزها ٬ فقد وجدوا أنفسهم فاقدين للذاكرة. لم يكن السبب خللًا فسيولوجًّيا يمكن توصيفه طبيًّا ٬ لكنه فقدان لا يشبه أي نوع من أنواع فقدان الذاكرة التي يعرفها الأطباء. بل هو فقٌد لكل ما يمكن أن يكون إشارًة إلى وعي الإنسان بفكرة وجوده في هذه الحياة من الأساس ٬ وحتى في قدرته على الوصول إلى الكلمات والجمل البسيطة.