هناك من هو لاعب كرة قدم، من هو لاعب كرة سلة، من هو لاعب جودو وتيكواندو وكاراتيه، هناك لاعب رمي الجلة، هناك من يمارسون ألعاب قوى، لكن ليس هناك على الإطلاق لاعب ملاكمة. هو ملاكم. هي صفة تغطي كيان من يحملها بأكمله. نراها في أذنيه المنتفختين، في ذقنه المخبوءة دوماً، في رقبته العريضة وأنفه الأعوج وعيونه السريعة الحذرة. نراها في حركاته القليلة المحسوبة وصمته الطويل الذي يتفجر عنه ثرثرة واستعراض. نراها في وحدته العميقة وإدراكه الغريزي للمأزق الذي نعيشه جميعاً. في هذه الرواية نشهد تحوّل سائد حبجوقة إلى ملاكم. هذا التحوّل قد يكتمل أو لا يكتمل لأسباب عديدة ومتشابكة. في الحالتين، يجب على سائد أن يوضّح معالم شخصه الجديد، وأن يملأ الفراغات التي قد تتآكله. تتطرق الرواية إلى مفهوم العنف وتطرح تساؤلات حول كونه (أو عدم كونه) جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية. كما تتعرض إلى العلاقة بين العنف الُمنظّم والمسموح به ضمن حدود وقوانين معينة، وبين العنف العشوائي الذي قد يندلع في أي مكان وأي لحظة، والذي يتهدد سائد وأهله ومدينته من كل صوب.