مُسنّان بيروتيان متقاعدان، يشربان القهوة كلّ يوم في المقهى ذاته، ويحلّان الكلمات المتقاطعة كواجب يومي لتقوية ذاكرتيهما، ويراقبان السيّارات والمارة في الشارع ويعلّقان على ما يريان. أحدهما يحبّ رواية النكات لصاحبه ولزبائن المقهى الذين لا يعرفهم والذين ينزعجون منه غالباً. وأحياناً تكون النكات سياسيّة فتصادف ردوداً غير محببة وأحياناً قاسيةً: لقد بدأ وعيه يتضاءل، بينما الوضع في لبنان خطير جداً، والنفوس مستنفرة ومتأهّبة! أما صديقه فيحذّره من أن هذا السلوك دليل مرض. نكتشف شيئًا فشيئًا خوف الإثنين الشديد من فقدان الذاكرة وبالتالي من الإصابة بالخرف، إذ إنهما يضطربان عندما يصلان الى المقهى وينتبهان إلى أن الجرائد في عطلة... ونكتشف أحوال لبنان والمنطقة والعالم من خلال تعليقهما على ما يراقبان في الشارع وعلى ما يرويان لبعضهما البعض. ونكتشف انسحاب المنطقة من حلمها... ونكتشف انسحابهما الصعب من هذه الحياة