تبدأ الروایة في قسم للشرطة في مدينـة جـوبا عاصمـة جنـوب السـودان حيـث ارتكبت فیھا مجزرة بتاريخ 16 دیسمبر2013.. حـدوث تصفیات على أسس إثنيـة ودون أية محاكمات..ھنا تتحول الروایة، بدلًامن أن تكون سیاسیة بالدرجة الأولى، إلى روایة تخاطب القبلیة من زاویة اجتماعیة بحتة. النقيـب فرانـكو الذي ینتمي إلى إثنيـة والذي لایعرف كم طلقة أطلقھا من كلاشنكوفه الساخن وھو یصوبه على رأس ضحیته الذي لایعرف عنه شيء سوى أنه ینتمي إلى قبیلـة غير قبيلـته؛ فرانـكو نفسه لیس سـوى ضحیة لعذاب والده لأمـه، ذلك التعذیب الذي كان والده یمارسه على والدته: تعـذيب اصبـح كطقـوس يـؤديهـا قبل أن يبـدأ في ممارسـة الحب معها؛ من جلدٍ بسیاٍط على جسدھا وھویضحك بینما زوجته تبكي وتصرخ وبعدھا یمارس معھا ومن ثم، بعد أن ینتھي، يجھش ھو بالبكاء نادماً على ما فعله.. ھكذا نشأ النقیب فرانكو وحیاته كلھا توحّد وانطواء بعید عن الناس وأصبح یكره والده كراھیة شدیدة. والد فرانكو، مریال، كان قد تزوج بطریقة غریبة .. فعندما كان على علاقة عاطفیة مع والدة فرانكو قبل زواجھما، حبلت جاستینا بفرانكو من شخص آخرغیر مـ﷼.. لكن مریال، الوحید الذي كان یعرف ذلك السر تزوجھـا بعـد أن أقنع اھلھا بأنھـا حبلت منه.. فجـأة، كإنتشار النار في الهشيم، تحـولت الإغتيالات الجُزافية التي بدأت في العاصمـة إلى حرب ضروس أخذت تأكل جسـد الوطن.. ومعهـا حدث شرخ كبير في سقـف العلاقات الإجتماعية بين الإثنيات المتنـاحرة.. كراهية، موت، نزوح، تشـرد، قتل جماعي في وطن ما زال طفل يحبو! في بدايـة الأمر، كان عزرائيل سعيـداً وهو يقبض على الأرواح إلى أن دبّ اليأس والإحباط في نفسـه بعد أن أصبـح الموت أمراً لا يُطاق أبداً حتى لملك الموت نفسـه.