عماد عليبي موسيقي وملحن تونسي فرنسي شغل مجموعة من الأدوار القيادية في المؤسسات الثقافية والمهرجانات. عمل على مدار أكثر من عقدين في مجالات الأداء الموسيقي والتلحين والإخراج الفني والإدارة الثقافية والاستشارات للمشاريع الدولية. ومن خلال الأدوار القيادية المتنوعة التي شغلها، سعى لتحقيق تأثيرات ترتكز على التزامه بتعزيز الحوار الثقافي وحفظ التراث الفني.
تولى إدارة مهرجان قرطاج الدولي، حيث لعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل برمجة المهرجان وبدء جهود توثيقه وحفظ تاريخه. امتدت رؤيته الاستراتيجية إلى ما هو أبعد من الإخراج الفني، لتشمل تطوير الشراكات وجمع التمويل، واستطاع أن يحصل على الدعم من القطاعين العام والخاص.
عمل كذلك كعضو لجنة تحكيم وخبير في فعاليات مثل "فيزا للموسيقى" في المغرب، و"Babel Music XP" في مارسيليا، ومؤسسة "الموسيقى في إفريقيا"، ومؤخراً كخبير لبرنامج "مساري" التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. وكان أيضاً ضيفاً متحدثاً في مهرجانات ومؤتمرات دولية، منها "WOMEX" في لشبونة، ومؤتمر موسيقى "MaMA"، ومهرجان "أرابيسك" في باريس، وجامعة كالياري في إيطاليا، والمهرجان الدولي في تورنتو، وقمة العلا لمستقبل الثقافة.
يعكس دوره مع منظمة اليونسكو في المغرب التزامه باستخدام الموسيقى كأداة للدبلوماسية الثقافية والتغيير الاجتماعي. كما أتاح له عمله مع المؤسسات الثقافية في فرنسا، وخصوصاً دوره كمستشار فني لـ"لو سيلو" في منطقة أوكسيتاني، اكتساب رؤى عميقة حول أهمية الثقافة اللامركزية، ودور مكانة الثقافة الإقليمية في تعزيز الشراكات المحلية والدولية.
حالياً، بصفته رئيس قسم الموسيقى في "أتيليه فناني المهجر" في باريس، يركز عليبي على استخدام الموسيقى للدفع بالدمج الاجتماعي، وتعزيز العلاقات الدولية، وتشجيع الدبلوماسية الثقافية. يبرز عمله قدرة الموسيقى على جمع الناس، وإحداث تغيير اجتماعي إيجابي، وتعزيز الفهم المتبادل عبر الثقافات.
تقديراً لمساهماته في الفنون، مُنح وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس من قبل وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو في 2021.