تم التوصل إلى هذه الاختيارات بعد اجتماع استمر يومين، جمع لجنة تحكيم برنامج آفاق للأفلام الوثائقية لعام 2023: المخرجة اللبنانية إليان الراهب، والمخرج الفلسطيني مهنّد يعقوبي، والمخرجة اليمنية-الاسكتلندية سارة إسحاق. أسفرت المُداولات عن اختيار 29 مشروعاً وبيان لجنة التحكيم التالي:
في مشاريع الأفلام الوثائقية التي استعرضناها، سعى العديد من صنّاع الأفلام للتجريب في مقاربة حدود المكان والزمان. ظهر اهتمام بالموضوعات البيئية والريفية، متخطياً مساحات العيش في المدن الكبيرة بهدف طرح أسئلة حول علاقتنا بالأرض وطرق حمايتها. لاحظنا أيضاً استخدام الأرشيف كأداة للحوار بين الأجيال، وللبحث عن بداية الأشياء بهدف استجواب الماضي، وفهم الحاضر والمستقبل بشكل أفضل. في اختياراتنا، حاولنا الموازنة بين المشاريع التي تُركّز على القضايا المُلِحة التي تشهدها منطقتنا، والمُعالجات المُبتكرة التي تتحدى تقاليد "الفيلم الوثائقي". قدّرنا نوايا صنّاع الأفلام في دمج اللغة والجماليات السينمائية. كما أولينا اهتماماً مساوياً لوضوح رؤية الفيلم وقدرة صانّعه على نقل المشاعر من خلال الصوت والصورة. جمعت اختياراتنا مجموعة من الأفلام التي ركّزت على قصص عن العلاقات الديناميكية داخل الأسرة، وعن الهوية، والمنفى، والأزمات السياسية والبيئية، والسعي لمُغالبة ظروف الحياة، والمجتمعات المُهمّشة المُمثلة تمثيلاً ضئيلاً. كان هناك عدد من القصص الجريئة التي تتناول سياسات أجساد النساء. قدّرنا المُقاربات الشُجاعة والطموحة لهذه الموضوعات، والتي تعكس تحديات عصرنا وتعمل بمثابة شكل من أشكال التنفيس عن الذات (التطهُر). شعرنا أنه يمكن تحسين وتطوير التعاون بين صنّاع الأفلام، خصوصاً في المراحل الأولى من التطوير، وتبادل المعرفة والموارد. وشعرنا أيضاً أنه يمكن توسيع نطاق البحث في الموضوعات والتقنيات الفنية للأفلام. نشكر فريق آفاق لمنحنا هذه الفرصة لاستكشاف ملامح المشهد الوثائقي في منطقتنا، والتي كانت تجربة ثرية لنا كمخرجين/ات. عزز هذا من إحساسنا بالاتصال بمجتمع ثري، وخلّاق، ومبدع.