انطلقت الدورة الثانية من برنامج الريادة في الفنون والثقافة الأسبوع الماضي مع إنعقاد ورشة العمل الأولى في بيروت التي جمعت 16 مديراً/ة ثقافياً الى جانب 18 خبيراً/ة من المنطقة العربية وشمال أفريقيا والبرازيل والهند والمملكة المتّحدة.
شكل البرنامج المكثّف لورشة العمل، والذي امتدّ لخمسة أيام، فرصة للمشاركين في البرنامج للتلاقي وتشارك الأفكار الأولية حول الإطار العملي لمؤسساتهم، قصص النجاح والتحديات التي يمرّون بها ومناقشتها مع خبراء البرنامج ومستشاريه، كما مع الخبراء الإقليميين والدوليين المشاركين في ورشة العمل. قدّم الخبراء بدورهم نظرة معمقّة عن آخر الإتجاهات في مناطقهم الجغرافية، بينما تحدّث ممثلو عالم الأعمال عن حاجاتهم ومتطلباتهم ورؤاهم. تمحورت ورشة العمل حول مواضيع ملحّة مثل الشركات الاجتماعية (Social Enterprises)، والقطاعات الإبداعية، والسياسات الثقافية وتوسيع القاعدة الجماهيرية، ما حفّز الحوارات الحيوية والأسئلة الضرورية. جلسات التفكير الجماعية وزيارات المؤسسات الزميلة والمؤسسات الثقافية المحلية بالإضافة الى جلسة عرض المشاريع الختامية، عملت على خلق مساحة للمشاركين والمشاركات للإنخراط وإعادة التفكير في أهمية عملهم ومدى ملائمته للمرحلة الحالية ولواقع المجتمعات التي ينشطون فيها.
أتى المشاركون والمشاركات في برنامج الريادة في الفنون والثقافة من مصر وتونس والجزائر وليبيا واليمن ولبنان، ويضيف هذا التنوع من حيث الجغرافيا والتجارب ووجهات النظر غنى الى الحوار، بالرغم من التشابه المدهش في التحديات والتوجّسات إن على الصعيد الإقليمي أو على صعيد بلدان الجنوب. ساهم التبادل الحيوي للأفكار في توسيع آفاق المؤسسات المشاركة كما فتح فرصاً لمشاريع تعاون في المستقبل.
في إطار ورشة العمل، نظّمت آفاق جلسة نقاش عامّة تحت عنوان "التأقلم مع التحدّيات: قصص وتجارب". شكّلت الندوة فرصة للحوار بين ثلاثة من العاملين المخضرمين في القطاع الثقافي من الهند والبرازيل والمغرب – أرونداتي غوش، لياندرو فالياتي ودنيا بن سليمان- وممثلين عن مؤسسات ثقافية لبنانية الى جانب المشاركين في برنامج الريادة في الفنون والثقافة. طرح الخبراء الثلاثة الصعوبات التي يواجهونها في عملهم وقصصهم عن كيفية التعامل مع هذه الصعوبات كمدخل لنقاش أوسع عن دور المؤسسات الثقافية في واقع متقلّب وبيئات غالباً ما تكون قمعية.
سينظّم برنامج الريادة في الفنون والثقافة 2020 ورشتي عمل إضافيتين، الأولى في أواخر نيسان/أبريل، والثانية في أواخر تموز/يوليو، على أن يتابع مستشارو البرنامج العمل مع المؤسسات المشاركة على امتداد العام وصولاً الى تطوير كلّ مؤسسة لمشروع مؤسسيّ مستوحى من البرنامج، يطبّق عبر منحة تحفيزية.
أُطلق برنامج "الرّيادة في الفنون والثّقافة" عام 2018 بالشراكة مع مؤسسة دروسوس وبدعمٍ من وزارة الخارجية الألمانية، وصممّ ليكون مكمّلاً لمبادرات بناء القدرات الفاعلة في المنطقة العربية. يقدّم البرنامج بيئة ابداعية ومساحة للتفكير الحرّ بالتحديات وسبل الإستدامة، ويوفّر للمشاركين فرصة للاطّلاع على تجارب من خلفيات متنوعة لمساعدتهم على الاستفادة من هذه التجارب العالمية وملاءمة بعض مكوناتها مع الفرص المتاحة في محيط عملهم.