يسرّ الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية الإعلان عن اختيار ستة مشاريع بحثية للدورة الثانية من برنامجهما المشترك للبحوث حول الفنون. فُتِحت الدعوة لتقديم الطلبات في 17 أيار/مايو 2019 وأغلِقت في 10 آب/أغسطس 2019. تم تسلُّم 47 طلبًا من 8 دول عربية، مع تمثيل جندري بنسبة 40٪ من النساء، فيما توزّعت المشاريع حسب نوعها كالآتي: 60٪ باحثون فرديون، 28٪ فرق بحث ، 6٪ مجموعات بحثيّة ناشطة، و6٪ مؤسسات.
بعد جلسة تقييم عقدها فريقا عمل الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية العام الماضي مع لجنة اختيار الدورة الأولى من البرنامج، حول العملية وإمكانيات جعل البرنامج أكثر شمولاً في ما يتعلق بالخلفية الأكاديمية/المهنية للمتقدمين، تمّ تعديل معايير الأهلية لهذه الدورة لتشمل ممارسي الفنون الذين يتمتعون بأكثر من 10 سنوات من الخبرة من دون الأخذ في الإعتبار مؤهلاتهم/ن الأكاديمية. وقد تجلت مفاعيل هذا القرار في الطلبات حيث كان 34٪ من المتقدمين من ممارسي الفنون. علاوة على ذلك، تم تعديل معايير الأهلية في ما يتعلق بالباحثين الأكاديميين، مما حصر الأهلية في حاملي شهادة الدكتوراه فقط، وهو ما أدى إلى تحسين جودة المقترحات الواردة وتنوعها لهذه الدورة مقارنة بالدورة السابقة.
ضمت لجنة اختيار برنامج البحوث حول الفنون لهذا العام الفنانة مها مأمون؛ الأكاديمي والكاتب د. طارق العريس؛ الصحافي والكاتب المسرحي إدريس كسيكس؛ الفنان والقيّم الفنّي جاك بيرسكيان؛ والأستاذ الجامعي وليد صادق. التقى أعضاء لجنة الاختيار في اجتماع استمر يومين لتقييم المقترحات البحثية واختيار المشاريع المؤهلة. وتُوّج الاجتماع ببيان أعضاء لجنة الاختيار كالآتي:
"في دورة المنح للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية، اخترنا عددًا محدودًا من المشاريع ذات الإمكانيات العالية. انتهجنا معايير البرنامج التي تحاول تحقيق التوازن الصحيح بين الممارسات الفنية والثقافية والتأمل التحليلي واستجواب الذات. كان هدفنا إدراك ودعم المساعي الأساسيّة مع إمكان المساهمة في مجموعة واسعة من المناقشات حول الثقافة والسياسة في المنطقة العربية. وكان لا بدّ من تقدير الدقة من حيث أسئلة البحث، والمتانة من حيث الأسلوب، والجهد المبذول للوصول والربط بين الدوائر الأوسع والجمهور.
ركزت المشاريع المختارة على فهم أهمية التقاليد السابقة والعصور والممارسات المنسية أو المطموسة. لقد بحثنا عن المشروعات التي تسائل الثنائيات والافتراضات حول الفن والسياسة والعرق والجنس والثقافة، وكذلك تلك التي تهدف إلى إعادة بناء التراث الثقافي وإعادة تخيله، سواء كان موسيقيًا أم أدائيًّا. شاركنا بمقترحات تتناول المقاطع الصوتية وثقافة الصوت، والمشروعات التي تمكنت من إقامة روابط بين المجالات المختلفة والتشكيلات التخصصيّة والممارسات الثقافية. المقترحات المختارة تدرس هذه الروابط وتؤشلكها في حين تنتقد مسائل القوة والموقفيّة. عند تجاوز التكوينات أو الأطر المرجعية النظرية الراكدة، أظهرت المقترحات الناجحة وعيًا بالمناقشات والهواجس التي تظهر عند تقاطع الطرق المحلية والإقليمية والعالمية.
شعرنا أن ثمّة علماء شبابًا يريدون تجاوز موضوعات وأساليب البحث السابقة ولكنهم أيضًا علماء أكثر رسوخًا يهتمون بشكل خاص بالممارسات والتقنيات الجديدة. كما صادفنا وقدّرنا المقترحات التي قدمها الممارسون الذين يقومون بأعمال الانعكاس الذاتي والتحليل الذاتي وأولئك الذين يشاركون مع الوسائط الرقمية عبر الإنترنت ومن خلالها. تتمثل الاهتمامات الأخرى الناشئة عن المقترحات في فحص البنية التحتية للسياسات الحكومية ورسم الخرائط للتواصل الفعال. في العديد من المقترحات، كان الباحثون والممارسون يبتكرون طرائق جديدة لتمكين القاعدة من خلال تزويدهم بمزيد من الأفكار والمعارف عبر نماذج النشر الافتراضية الذاتوية البينيّة. وتشجيعًا لنشر الفن والمعرفة خارج المؤسسات المتخصصة والسياسات وصانعي السياسات الصعبة مع نماذج جديدة من فن التفكير، ركزت المشاريع التي برزت على دراسة كيف يخلّد استخدام الحكومة للفئات والممارسات الثقافية سقوف الإنتاج والتمثيل.
قدّر أعضاء لجنة الاختيار الأساليب التجريبية والبحث الدقيق الذي يسعى إلى خلق مداخل جديدة في فهم الفن والثقافة في المنطقة".
تماشيًا مع بيان لجنة الاختيار المذكور أعلاه، مُنحت ستة مشاريع من خمس دول عربية (المغرب ، مصر، تونس، لبنان والسودان) منحًا بحثية لدورة برنامج البحوث حول الفنون الثانية (2019-2020). ثلاثة من هذه المشاريع العلمية تغطي الموسيقى، بالإضافة إلى مشروع بحثي واحد في الفنون المسرحية، ومشروع واحد متعدد التخصصات، ومشروع واحد يركز على السياسة الثقافية.
المشاريع المختارة ضمن برنامج البحوث حول الفنون للعام 2019 هي