نقضي آلاف الساعات من حياتنا في سماع القصص والتفاعل معها، سواء كانت مكتوبة، شفهية أو بصرية. ومع تزايد دور المرويات البصرية في الآونة الأخيرة، سعى برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي لتسليط الضوء على قصص مختلفة ومتنوعة وساهم في نشر 50 قصّة بصرية وثائقية كاملة لمصورين من 16 بلداً عربياً. أطلق هذا البرنامج عام 2014 من قبل آفاق بالشراكة مع مؤسسة ماغنوم وصندوق الأمير كلاوس.
من المرويات الشخصية الحميمة إلى المفاهيم النظرية العامة، مروراً بالمنفى، الهوية الجنسية، تأثير التعليم الديني ووصولاً إلى التغيّر المناخيّ، قدّم المصورون المشاركون في الدفعة الأخيرة من البرنامج مشاريع متنوعة، لا تسعى إلى تقديم إجابات بل إثارة أسئلة حول المواضيع المطروحة.
أصغر المصورين من دفعة البرنامج للعام 2018، الولي فال من موريتانيا، يأخذنا مع آلة تصويره في مهمة لتغيير وجهة النظر حول تأثير التغيّر المناخي من خلال مشروعه المعنون "في ضوء التغيير"، فيما يسائل عبدو شنّان من الجزائر مفهوم الهوية في "جاف"، عارضاً صوراً حادّة تنقل إحساساً من الضيق وعدم الراحة للمشاهد. أمّا محمد كيليطو من المغرب فيتناول في "من بينكم" موضوع الهوية الشخصية من وجهة نظر الشباب المغربي عبر مجموعة مختارة من الصور لوجوه شباب وشابات يصنعون مصيرهم بأيديهم. المصوّرة اليمنية شيماء التميمي من ناحيتها تطرح موضوع الهوية من منظور مختلف في مشروعها "مواطن أجنبي" الذي يرتكز على رحلة عائلتها وصراعها الشخصي لفهم تعقيدات هوية المهاجرين اليمنيين التي يتحكّم بمسارها اللجوء والترحال. في مشروع "الراقصون على الأطلال"، تستكشف المصوّرة السورية نادين القدسي الأبعاد المختلفة للحنين الى الماضي بين السوريين القاطنين حالياً في لبنان وتعقيدات عودتهم الى "الوطن"، الأمر الذي يشكّل لها شخصياً معضلة حقيقية. صراعٌ مختلف يعالجه المصوّر اللبناني روجيه مقبل من خلال مشروعه "صف لي السماء"، عن معاناة سكّان منطقة برج حمّود اللبنانية المكتظة ومرور جسر يريفان فوق منازلهم. أمّا المشروع السابع فهو "رسائل إلى موسى" للمصوّر المصري رافي شاكر الذي يتناول الحوار الدائر حالياً بين رافي وزوجته حول نوع التعليم الذي سيختارانه لابنهم موسى: التعليم الإسلامي في الأزهر حيث تخرّج الإثنان أو التعليم العلماني.
قدّم برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي الفرصة للمصورين السبعة، كما للمشاركين في الدورات السابقة، لتوثيق قصص معقّدة بأسلوبهم الخاص وطرح مرويات بديلة للسياقات السائدة والأفكار المسبقة، وهو الهدف الأول للبرنامج.
يمكن الإطلاع على هذه المشاريع السبعة الجديدة، كما على المشاريع الخمسين السابقة التي دعمها البرنامج منذ انطلاقته، على موقع البرنامج.