Deprecated: json_decode(): Passing null to parameter #1 ($json) of type string is deprecated in /var/www/html/afac-website/ar/news-read.php on line 15

Deprecated: json_decode(): Passing null to parameter #1 ($json) of type string is deprecated in /var/www/html/afac-website/ar/news-read.php on line 37
AFAC
"الورشة الثقافية" تجمع 16 مؤسسة في عدن
4 / 3 / 2025

عقد الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) أول ورشة عمل حضورية تنظمها في اليمن في شهر شباط/فبراير وذلك في إطار برنامج "الورشة الثقافية في اليمن"، وهو برنامج يمتد لعامين بدعم من اليونسكو وتمويل من الاتحاد الأوروبي. أقيمت الورشة في عدن، حيث جمعت منظمات المجتمع المدني المحلية لتلقي التدريب والإرشاد ومناقشة استدامة قطاع الفنون والثقافة.

كجزء من مشروع "الشباب والتوظيف من خلال التراث والثقافة" التابع لليونسكو، يوفر البرنامج المساحة والدعم اللازمين للمؤسسات المشاركة لتقييم مواردها وعلاقتها مع جمهورها وأصحاب المصلحة، واستكشاف نماذج أعمال مبتكرة، وبناء مبادراتها الثقافية والإبداعية. كما يمنحها الفرصة للاستفادة من تجارب مؤسسات أخرى في مختلف القطاعات والمناطق التي تواجه تحديات وفرصاً مماثلة.

تقول المدربة صفاء الوتاري أن "أكبر التحديات التي تواجهها هذه المؤسسات هي بسبب ضعف البنية التحتية، وعدم الاستقرار بسبب ما خلفته الحرب. يعتبر التفكير بالثقافة ترفٌ لا يقوى عليه بعض اليمنيين". وأكدت الباحثة الفلسطينية في السياسات الثقافية والتنمية ، فاتن فرحات ، على هذه النقطة : " اليمن عزلت ثقافياً وجغرافياً عن المنطقة العربية لأسباب سياسية وهذا أمر أنا أتماهى معه لأنه أمر يعاني منه القطاع الثقافي المستقل في فلسطين".

بعد سنوات من العزلة والنضال، يسعى المجتمع الثقافي اليمني لاستعادة مكانته على الساحتين الإقليمية والدولية. ويعدّ تنظيم أول ورشة عمل حضورية لآفاق في اليمن خطوة مهمة لدعم قطاع الفنون والثقافة المحلي وسط التحديات المستمرة الناجمة عن سنوات الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي.

ركزت الورشة على التطوير المؤسسي، والتخطيط المالي، وإدارة المشاريع، حيث تم تقديم الإرشاد وخبرات إقليمية للمشاركين. بالنسبة للكثيرين، كانت هذه فرصة لتبادل المعرفة وصقل رؤيتهم طويلة المدى.

عمار بامطرف، مؤسس و مدير مؤسسة كوكب سقطرى للبيئة والتراث ذكر أن "المشاركة كانت قيّمة وكان هناك نوع من التوعية لفريق المؤسسة في مواضيع كان غافلاً عنها كالبناء الصحيح للمؤسسة، الحوكمة وبناء اللوائح والسياسات". وذكر ايضاً استعداد مؤسسته للعمل نحو تطويرها معتبراً أن "أثار هذا التدريب نوع من الحماس الكبير جداً للتقديم على مشاريع ومنح والبحث عن ممولين لأنشطة نعمل عليها في المستقبل".

جمعت الورشة مشاركين من مختلف المناطق، من عدن إلى سقطرى، ومن تعز إلى حضرموت، مما يعكس التنوع الثقافي الغني لليمن، ووفرت مساحة للأصوات غير الممثلة بالشكل الكافي، بما في ذلك المبادرات التي تقودها النساء. مثلت كل من المنظمات الـ 16 جانبًا مختلفًا من التراث الفني اليمني الغني والمشهد الثقافي المتطور، لكنها جميعًا تشترك في هدف واحد – تعزيز الاقتصاد الثقافي والإبداعي في اليمن رغم التحديات المستمرة.

تعتبر هذه الورشة هي الخطوة الأولى لمبادرة أوسع، حيث أرست الأساسيات لمزيد من التعلم والتعاون والنمو. من المقرر عقد ورشتين إضافيتين في إطار البرنامج، ستبنيان على الدروس المستفادة من الورشة الأولى، من خلال تقديم تدريب أكثر تعمقًا، وفرص تمويل جديدة، وجهود أقوى في بناء الشبكات والتعاون.

إلى جانب بناء القدرات، يهدف برنامج "الورشة الثقافية في اليمن" إلى تعزيز القطاع الثقافي في البلاد من خلال تشجيع التعبير الفني وتنمية الصناعات الإبداعية. في هذا السياق، قال أصيل إيهاب من مؤسسة بُن كاست للثقافة: "أتمنى أن القطاع بعد مدة من الزمن يكون فعلاً فاعل ومؤثر بدرجة أكبر خصوصاَ أنه الآن في مراحل تعافي وسنمر في مراحل تعافي أخرى في الفترة القادمة، الثقافة والفنون هم جزء لا يتجزأ من منح المجتمع الدفعة اللازمة للتقدم والتعافي. فأتمنى أن نكون قادرين أن نؤثر وأن نغير ونقود دفة الثقافة في البلاد إلى جانب القطاع الحكومي والذي أتمنى أن ينهض ويتحول إلى حالة أكثر تقدماً من وضعه الحالي".

يواصل العاملون والعاملات في المجال الثقافي في اليمن مواجهة التحديات والفرص في آنٍ واحد. مع إدراك أن بناء صناعات إبداعية مستدامة يتطلب استمرار الدعم والتمويل والتأييد المؤسسي. إلا أن هذه الورشة أكدت أن الموهبة والشغف والرؤية لقطاع فني مزدهر موجودة بالفعل، وما تحتاجه هو البيئة الداعمة للنمو والاستمرارية.