23 / 1 / 2024
يسر آفاق وشبكة OSN الإعلان عن المشاريع الستة التي نالت دعم برنامج "غرفة الكتّاب"، والذي يحتضن هذه المشاريع في مراحلها الأولى بهدف تطويرها إلى مسلسلات قصيرة كاملة. ويقدّم متخصصون/ات وخبراء الدعم والإرشاد والمتابعة للمشاركين/ات طول فترة الدورة التي يتخللها ثلاث إقامات فنية.
يسعى البرنامج إلى تأسيس أطر واضحة لكتابة المسلسلات في المنطقة بما يتماشى مع المنهجيات المتبعة في غرف الكتّاب، حيث يقوم المشاركون والمشاركات بالتعاون في مراحل الكتابة وتطوير الشخصيات والعملية الإبداعية بشكل عام للوصول إلى حلقات تامة.
استقبل البرنامج 276 مشروعاً من 18 بلداً عربياً بعد إطلاق الدعوة العامة المفتوحة لتقديم الطلبات، تخطى 90 منها مرحلة التدقيق الإداري، وتم إرسالها إلى لجنة تحكيم مستقلة ضمّت الكاتبة السورية يم مشهدي والمخرج المغربي هشام العسري والمخرجة المصرية مريم أبو عوف والمخرج اللبناني أمين درة. وفي بيانهم المشترك أدناه، الصادر بعد المداولات، سلّط المحكمون الضوء على انطباعاتهم عن الأعمال المقدمة:
"في تجربة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي في مجال الكتابة التلفزيونية لجهة اختيار مجموعة من السيناريوهات المنجزة وإقامة ورش عمل لتطويرها وإعدادها لمرحلة الإنتاج والعرض على الشاشة الصغيرة، أطلق الصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق برنامج "غرفة الكتاب" بالشراكة مع شبكة OSN.
تكمن أهمية المشروع في إتاحة الفرص للكتّاب من جميع أنحاء العالم العربي، دون شروط مسبقة، للمشاركة في ورش العمل، مع إمكانية إنتاج النصوص المقدمة من قبل جهة إنتاجية مرموقة. كما يعمل المشروع على توفير فرصة للتفكير بشكل غير نمطي عبر فتح هامش أوسع للحريات قلّ أن يتواجد في آليات إنتاج السوق المتعارف عليها. اطلعت لجنة التحكيم على 90 مشروعاً بهدف انتقاء الأعمال الأكثر تقاطعاً مع وقتنا الراهن، سواء على صعيد الطروحات المقدمة أو على صعيد المشهد البصري العام.
لاحظت اللجنة أنّ الجهود المبذولة مبشّرة حقاً بوضع حجر أساس لرؤية مختلفة في عدد من الأعمال. عزّز هذا الرأي انطباع جيد عن الأفكار والحماس الذي أحاط بالمشاركات. إلا أن الموضوعات الأساسية التي برزت في غالبية النصوص كانت ضمن الإطار النمطي للعمل التلفزيوني العربي، بالرغم من وجود أرضية قادرة على تبني أفكار جديدة تطرق باب الدراما العربية. لم يكن التنميط فقط عبر الأفكار المطروحة بل كان أيضاً بآليات الكتابة، دون أن نغفل وجود تنوّع كبير في الاتجاهات، حيث دخل البعض عالم الجريمة والآخر غاص في الأزمات الاجتماعية، بينما لامس العديد عوالم السحر والفانتازيا. كما كان للتوازن بين القصص النابعة من رؤية ذاتية وأخرى جمعية أثر إيجابي صعّد النقاش حول المادة الدرامية المعروضة. لكن غياب خصوصية المكان وهويته لدى العديد من المشاريع أفقدها الطابع المحلي الغني بتفاصيله وثقافته المختلفة، والتي كانت مرجوة بمشروع مثل "غرفة الكتاب"، فأتت مشاريع عدة لها طابع عام في القضية المعالجة.
لكن رغم وجود بعض النقاط السلبية، إلا أنّ ما يحسب للمشاركين وجود العديد من الأعمال التي استطاعت مزج الجانب الترفيهي الذي يتطلبه العرض التلفزيوني مع الجانب الفني الثقافي.
وبالرغم من صعوبة الاختيار نظراً لكم الأعمال المقدمة وحصر الإنتاج بعدد قليل منها، انحازت اللجنة للموضوعات التي تعمّقت في الإشكاليات التي يعاني منها العالم العربي، وتطرّقت إلى المكان وغاصت في تفاصيله السخية، بالإضافة إلى الأعمال التي ناقشت أزمات الشباب والمراهقين والتي غالباً ما يتم تجاهلها في عالمنا العربي الذي ينحو نحو الإنتاج للنجم الأوحد، وهو ما يؤطر المواضيع المنتجة بفئة عمرية محددة دون غيرها.
في النهاية، لا بد من ذكر وجود العديد من الأعمال المهمّة التي نوصي كتّابها بالعمل عليها للوصول إلى إنتاجها والحرص على خروجها للنور سواء مع برنامج "غرفة الكتاب" في دوراته اللاحقة أو عبر أقنية مختلفة."
المشاريع الستة التي اختارتها لجنة التحكيم
ستبدأ الأعمال الفائزة رحلة تطوير القصص والعمل على فرص توزيعها قريباً، من خلال ثلاث إقامات ستُعقد في شباط/فبراير وأيار/مايو وتموز/يوليو من عام 2024، بإشراف مرشدي البرنامج الكاتب والمخرج باسم بريش والمنتجة وكاتبة السيناريو مها الوزير. ستكون ل OSN أفضلية الإطلاع الأول على المشاريع، مع امكانية اختيار هذه الأعمال لإنتاجها بعد انتهاء البرنامج.