رحلة سمعية عبر الذاكرة والهجرة والألحان: تعرّفوا على الحاصلين والحاصلات على منحة آفاق للموسيقى لعام 2023
6 / 11 / 2023
بودكاست موسيقي يحكي قصص الأغاني اليمنية والعربية. مهرجان لفن الصوت في دربٍ محاط بالمناظر الطبيعية في بيت لحم. ألبوم موسيقي تجريبي من سوريا يستكشف الجانب المؤثر للصوت، مع التركيز على الحزن والخسارة.
تقدم المشاريع المختارة لعام 2023 لنيل منحة آفاق للموسيقى رحلة سمعية عبر ثيمات متعددة، تتراوح من التراث والفولكلور، إلى الهجرة والمنفى، والأرشيف والذاكرة، والهوية والانتماء.
قامت لجنة التحكيم في فئة الموسيقى للعام 2023 باختيار 22 مشروعاً من بين 262 طلباً. اجتمع أعضاء اللجنة، المؤلفة من وداد مجمع، المؤلفة الموسيقية المغربية، والموسيقي البحريني حسن الحجيري والناقد والكاتب اللبناني فادي العبدالله، في بيروت على مدى يومين لمراجعة وتقييم الطلبات. وفي ختام مداولاتهم، أصدروا بيان لجنة التحكيم التالي:
سمحت لنا المشاريع شديدة التنوع المقدمة إلى منحة آفاق بإلقاء نظرة واسعة على حال الموسيقى غير التجارية في المشهد العربي حالياً. غير أن هذه النظرة تظل بعيدة عن الشمول بسبب تفاوت جغرافي بالغ في الطلبات، حيث تكاد تغيب تماماً المشاريع المقدمة من بعض البلدان لأسباب مختلفة قد يكون منها ظروف الحرب، والاعتياد على الرؤية المحلية وغياب نماذج واضحة لانتشار إقليمي أوسع من هذه الدول، أو قد يعود ذلك إلى عدم وجود مؤسسات محلية داعمة لحيوية وتعدد المشهد الموسيقي في بلادها ولانتشاره خارجها.
بالمقابل، كان لنا أن ننظر بعمق أكثر حيث وجدنا عدداً من المسائل البارزة التي تستحق الالتفات إليها:
أـ وجود اهتمام بالتجريب، وباستخدام آلات أو مساحات غير موسيقية لأهداف موسيقية.
ب ـ وجود اهتمام بتوثيق التراث وتجديده، ما يطرح أحياناً مسائل خلافية وربما أخلاقية عن جواز استغلال أغان تراثية بدمجها مع أساليب مختلفة تخرجها ربما عن طابعها الأصلي وتثير أسئلة عمن يمتلك هذه الموسيقى أخلاقياً، لا سيما في بلدان فيها حروب ونزاعات ضخمة تشق مجتمعاتها، وكذلك عن موقف ذاتي الاستشراق أحياناً تجاه المغنين الشعبيين الحاملين لهذا الإرث.
ج ـ الرغبة بالمشاركة والتعليم من خلال ورش عمل ومشاريع بودكاست وغير ذلك من اللقاءات.
د ـ التوجه العارم نحو تجارب أدائية متعددة الوسائط تشمل جانباً بصرياً يتجاوز المستوى السمعي، وأحياناً متعددة اللغات و"انغماسية" في أماكن العروض، مع تنويع هذه الأماكن نفسها، بحيث تُطرح بشكل متكرر أسئلة علاقة الصوت بالفضاء والجغرافيا.
ه ـ بداية الاهتمام بتسجيل الارتجالات بوصفها مادة أولية يمكن استخدامها في التأليف الموسيقي لاحقاً.
مع الأسف، بعض المشاريع احتوت ثغرات فيما يتعلق بجهة عرضها وكتابتها، بحيث لا توضح أسباب ومبررات الرغبة في تناول معين أو الدمج بين أنواع موسيقية متباعدة. كذلك تبدى لنا استمرار تركيز عدد من الفنانين على مسألة إنتاج ألبوم في استديو كبير، في حين أنّ التقنية الحالية أصبحت تسمح بتصغير أمكنة التسجيل، وبتكلفة أقل، رغم أنّ اقتصاد الموسيقى اليوم يعتمد أكثر بكثير على الحفلات والمهرجانات، منه على الألبومات.
أخيراً، ورغم مجازفة النظر إلى المستقبل، إلا أن بالإمكان ربما رؤية استمرار هذا التنوّع الكبير في المشهد الموسيقي غير التجاري، رغم ضعف التمويل عموماً في المنطقة له، وازدياد الاهتمام بالجانب البصري والتقني (ربما بسبب ضرورات المهرجانات الكبيرة)، وأثر الانتشار في بلاد أخرى شرقاً وغرباً واحتمال زيادة أواصر التعاون بين الفنانين في تلك البلاد وأولئك المستمرين في الإقامة في بلادهم الأصلية لإثراء هذا المشهد الموسيقي. وربما يتولد عن ذلك مستقبلاً مجال أوسع للابتكار ولاستخدام تقنيات أكثر تطوراً في التأليف وكتابة الأكواد والواقع الافتراضي وما إلى ذلك، ما سيضيف إلى هذا الحضور الموسيقي وليس بالضرورة أن يكون ذلك على حساب استمرار التقاليد الموسيقية العريقة.
وهنا القائمة الكاملة لمشاريع الموسيقى المختارة لعام 2023. تفاصيل أكثر عن الفنانين/ات والمؤسسات الفائزة ومشاريعهم/ن على الصفحة المخصصة لكل مشروع: