سبعة أفلام مدعومة من "آفاق" في الدورة الـ35 لمهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية "IDFA"، في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
نسلّط الضوء على الأعمال المهمة لصانعي وصانعات تلك الأفلام الوثائقية، ونتمنى أن تحرصوا على مشاهدة أعمالهم في المهرجان، إن كنتم في أمستردام، أو إذا عُرضت هذه الأفلام بالقرب منكم.
"هوامش طاردة"
في البداية، فيلم المخرج الفلسطيني خالد جرّار "هوامش طاردة"، والذي يعرض للمرة الأولى عالمياً في مسابقة "Envision" بالمهرجان. يتجاوز الفيلم صور القوارب المزدحمة والمُخيمات التي تنتشر في الأخبار، ويستعين بالعدسة السينمائية لرصد الارتباك والخوف والتضامن الذي يُهيمن على الرحلة الشاقة لإحدى العائلات، عبر البلقان، نحو ألمانيا؛ حيث يأملون في العثور على وطن.
"أهل الشاطئ الآخر"
كما يعرض للمرة الأولى ايضاً فيلم المخرج اللبناني ماهر أبي سمرا "أهل الشاطئ الآخر"، حيث يُشارك في قسم "Luminous". ويرسم الفيلم صورة حميمة لبطليه الرئيسيين: سيلفانا، التي تستخدم كرسياً متحركاً في التنقل، وصديقها الكفيف، محمد. يعيش الاثنان في مدينتين مختلفتين، لكن كاميرا أبي سمرا ترصد عدة لقاءات بينهما على مدار العام.
عندما يلتقيان، يُحبان الخروج للتنزه: إلى متحف في بيروت حيث يتعرفان على لمحات من جمال الحضارتين اليونانية والفينيقية القديمة ورغبة الفنان القديم في الوصول إلى الكمال على المستوى الجمالي، وعلى مقهى في باريس، يجلسان لتناول الشاي ويتحدثان عن كفاحهما الذي لا ينتهي، والذي يستنزف طاقتهما، من أجل الحصول على مُعاملة عادلة. هذه النزهات هي الحافز للمحادثات الحميمة حول شعورهما الدائم بالحاجة إلى الاستقلالية في حياتهما اليومية، وكيف أن العوائق التي يواجهها الاثنان ليست مادية فحسب، بل هي مُجتمعية قبل كل شيء، وهذا ما يوثّقه "أهل الشاطئ الآخر".
"اليد الخضرا"
كذلك يعرض فيلم "اليد الخضرا" للمخرجة الفلسطينية جُمانة منّاع في قسم "Best of Fests". ويُعد الفيلم رصداً شعرياً للتوتر الكامن في ممارسات الحفاظ على البيئة، على وجه التحديد تلك المنتشرة في فلسطين المُحتلة؛ حيث تعمل الممارسات البيئية الإسرائيلية في خدمة الاحتلال. عبر مشاهد خيالية وأخرى شديدة الواقعية، يتتبع الفيلم الفلسطينيين المحليين الذين يبحثون عن الزعتر والعكّوب، ثم يواجهون الغرامات والاستجوابات والقضايا بموجب الحظر الإسرائيلي بزعم حماية البيئة. يتساءل الفيلم عمن له الحق في تحديد المسموح وغير المسموح جمعه من البيئة الطبيعية، ومن منحه هذا الحق.
"العودة إلى حمص"
يقدّم المخرج السوري طلال ديركي في فيلمه الوثائقي "العودة إلى حمص" الذي تم تصويره بين عامي 2011 و2013، صورة لشابين شاركا في الثورة في مدينة حمص. عبد الباسط (19 سنة)، حارس مرمى منتخب الشباب السوري لكرة القدم، تجعل أغانيه الثورية منه صوتاً للحركة الاحتجاجية في حيّ البيّاضة، حيث يقيم. وأسامة (24 سنة)، ناشط إعلامي ومصوّر من حي الخالدية المجاور. تتعقب الكاميرا أحداث الثورة وهي تتكشف وتتداخل مع حياة بطليّ الفيلم: احتجاجات حية تفسح المجال أمام حشود المدنيين الفارين مع تقدم الجيش السوري. وبينما يُكثّف نظام بشار الأسد هجومه المضاد، يحمل كل من عبد الباسط وأسامة السلاح في وطن تحوّل إلى مدينة أشباح.
يعرض "العودة إلى حمص" ضمن برنامج خاص تنسقه ضيفة شرف المهرجان المخرجة لورا بويتراس.
مُنتدى مهرجان "IDFA"
ستتنافس ثلاثة أفلام قيد الإنتاج في مُنتدى مهرجان "IDFA".
الأول، هو فيلم "يلا نلعب عسكرة" للمخرجة اليمنية مريم الذبحاني، ويتتبع قصة ناصر، طفل مجند في اليمن، يحاول كسر اللعنة التي ورثها منذ أجيال. فازت الذبحاني مؤخراً بجائزة "IDFA Spotlight" في منصة بيروت السينمائية.
الثاني، فيلم "سرقة النار" للمخرج الفلسطيني عامر الشوملي، ويحاول من خلاله التركيز على قضية سرقة الآثار الفلسطينية من قِبل القائد العسكري والسياسي الإسرائيلي، موشيه ديّان.
وأخيراً، تشارك المخرجة العراقية زهراء غندور بفيلم "نساء حياتي"، الذي ينقل تجارب مختلفة رأة عن العنف ضد النساء في أنحاء العراق كافة، والانتهاكات التي غالباً ما تكون مُستترة.
لمعرفة البرنامج الكامل وجدول العروض، زوروا موقع مهرجان "IDFA" الرسمي.