يسرّ الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية الإعلان عن اختيار خمسة مشاريع جديدةٍ للمنحة المشتركة لبرنامج البحوث حول الفنون للعام 2021-2022.
بعد انتهاء فترة التقديم بين 1 حزيران/يونيو و31 آب/أغسطس، 2021، تلقّى "آفاق" والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية 61 مقترحًا بحثيًّا من 13 بلدًا عربيًّا.
تألفت لجنة التحكيم من د. فاتن مرسي أستاذة الأدب المقارن في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة عين شمس، ود. كرستن شايد أستاذة مساعدة في الأنثروبولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت، ود. طارق العريس أستاذ ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة دارتموث في الولايات المتحدة الأميركية، ود. ادريس كسيكس الباحث والكاتب الروائي والمسرحي، ويزيد عناني مدير البرنامج العام وكبير المنسقين الفنيين في مؤسسة عبد المحسن القطان.
على مدى يومين، اجتمع أعضاء اللجنة لتدارس المقترحات البحثية المقدمة. وأسفرت مداولاتهم/ـنّ عن اختيار خمسة مشاريعَ بحثيةٍ تغطي مجالات تاريخ الفن والموسيقى والتصميم الغرافيكي وفنون الطهو.
عقب الاجتماع أصدر أعضاء اللجنة البيان الآتي:
اطلعت اللجنة على مروحةٍ واسعةٍ من المقترحات البحثية التي تتناول الثقافة الشعبية أو الألوان غير الاعتيادية من الثقافة، كموسيقى البوب في الثمانينيات في لقاهرة أو شيخات الغناء في المغرب. سعت المقترحات في مجملها إلى الوقوف على الأشكال المختلفة للتهميش وتطوير طرائق للتفاعل معها بهدف تقويض الأعراف الجمالية السائدة وتحدّي آليات الاستبداد القمعي في عددٍ من دول المنطقة. ترى هذه المقترحات في الثقافة الشعبية نافذةً يمكننا من خلالها التعاطي مع الأيديولوجيات المهمّشة، كالنسوية، أو الجنسانيّات المحظورة كأطرٍ معرفيةٍ مشروعة. حفلت المقترحات المقدمة بمصطلحاتٍ كالمقاومة والمرونة، في إشارةٍ إلى دور الإنتاج الثقافي في تحريك رياح التغيير الاجتماعي والسياسي المأمول في المنطقة. وبوسائط تتراوح بين موسيقى الراب والغرافيتي ورسم الخرائط والوسائط الرقمية والتواريخ المنقبّة، حاول الباحثون/ـات إعادة تشكيل أواصر الوصل بين الثقافة والثورة والتحرر بعد عقدٍ تقريبًا من بداية "الربيع العربي".
في المقابل، شابَ عديدٌ من المقترحات البحثية التي اطلعنا عليها استخدامُ أدواتٍ غير مختَبَرة وغير نقدية لتحليل الخطاب الاجتماعي، لا سيّما عند الحديث عن "المراكز" و"الأطراف" و"التقويض" و"التراث" و"المحلي" و"التقليدي"، وهو ما كان سببًا في إضعافها. غلب على هذه المقترحات شكلٌ من الأنثروبولوجيا الإنقاذية، يوظّف التوثيق أو جمع البيانات أو تلاوة القصص بشكلٍ بحت لصبّ التنوع في قوالبَ هوياتيةٍ موروثة. حالت الافتراضات حول عضوية وإمكانيات الهروب العجائبي من السوق العالمي دون التفات عددٍ من هذه المقترحات إلى العلاقة المركّبة بين الفن والمكان والممارسات المجتمعيّة. كما غاب عن جانبٍ كبيرٍ منها التناول النقدي للعلاقة بين الحفاظ على الثقافة والتسليع، أو العلاقة بين تشييء الثقافة والتهميش الاجتماعي. رغبت لجنة التحكيم لو لمست مزيدًا من التعامل النقدي المُحكَم من قِبَل الممارسين/ـات والأكاديميين/ـات العرب إزاء التحولات العميقة الجارية في المنطقة العربية وما تحمله معها من تقنياتٍ وشبكات تواصلٍ وثقافاتٍ ومنتجات.
اعتمدت أفضل المقترحات المقدمة على إمكانات وسمات العمل البحثي متعدد الاختصاصات الشائعة في منطقتنا العربية، كما سعت إلى التركيز على التنمية الاجتماعية والفنية والثقافية. صوتت لجنة التحكيم لصالح المشاريع التي أظهرت مقارباتٍ تعتمد النقد الذاتي إزاء موضوعات البحث دون أن تغفل في الوقت ذاته إظهار دور الباحث/ة بطرائق جديرةٍ مهنيًّا وأخلاقيًّا. صوتت لجنة التحكيم أيضًا للمشاريع التي ربطت بين البحث والممارسة الفنية، كتطبيق هاتفيّ يُستخدم لتعليم تاريخ الفن أو بودكاست يتناول مجتمع النقاد الفنيين في المنطقة. في هذه الحالات، كان الوسيط الجمالي مكملًا للسؤال البحثي. في حالاتٍ أخرى، تعاطت المنهجية البحثية المقدمة بشكلٍ معمّقٍ مع الواقع المتنوع للمنطقة، ما يدفعنا إلى التساؤل عن كيفية التفكير في المعرفة من خلال الممارسة الفنية.
المشاريع الخمس التي إختارتها لجنة التحكيم والتي تقودها جميعها فنانات وباحثات
الباحثات الأفراد
قصص التصوير: المسار المنسي - إيمان عبده سلامة أحمد محمد مصطفى (مصر)
حوران، أما عن باقي أنحاء الوطن (انعكاسات الاغنية الشعبية في السردية الاجتماعية) - ريم مرجي (الأردن)
من الأرشيف: 100 عام من تاريخ الطعام - سلمى أيمن سري (مصر)
فرق البحث
أنساب رائدات التصميم: التصميم الغرافيكي من جنوب-غرب آسيا إلى شمال إفريقيا منذ الخمسينيات - بهية شهاب، هدى أبي فارس، ياسمين نشابة طعان، سكينة هاشم (مصر)
بنكتب ليه: عن حركة النقد الفني بالقاهرة وبيروت في مطلع القرن الحادي والعشرين - مي الوكيل، نور الصافوري، جينفر إيفانز (مصر)