يسر الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق الإعلان عن المشاريع التسعة عشرة الفائزة بمنحة آفاق للفنون الأدائية 2021 والتي تدعم مشاريع مسرح ورقص وفنّ شارع وغيرها.
تأتي المشاريع الفائزة من ست دول عربية وقد تم اختيارها من بين 154 طلباً تلقتها آفاق خلال فترة تقديم الطلبات. توزع الفائزون والفائزات بين خمس فنانات وتسعة فنانين وخمس مؤسسات. تمثّل المشاريع المختارة مجموعة واسعة من الأنواع الفنية تضم أعمال أدائية متعدّدة الوسائط وهجينة، أعمال مسرحية، مشاريع رقص، مبادرات تدريب يليها عرض أدائي، نصوص مسرحية وفيديو رقص.
قيّمت الطلبات لجنة تحكيم مؤلّفة من الممثلة التونسية لبنى مليكة، ودراماتورج الرقص والباحثة في مجال فنون الأداء كريستال خوري من لبنان، والكاتب والمسرحي السوري محمد العطّار. تداولت لجنة التحكيم على مدى يومين واختارت المشاريع الفائزة. في ختام الاجتماع أصدرت اللجنة البيان التالي:
"قُمنا في هذه الدورة بمراجعة عدد كبير من الطلبات. لم يكن هذا مفاجئاً لنا نظراً للظروف بالغة التعقيد التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية منذ فترة. جائحة الكورونا وما تلاها من إجراءات الإغلاق القسري أتت لتزيد من صعوبة الظروف المُرهِقَة التي يواجهها أصلاً الفنانون والفنانات والمؤسسات الثقافية العاملة في بلدان تعصف بها الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية.
جاءت مُجمل المشاريع المُقدمة لتعكس هذا الواقع ليس فقط في البلدان العربية وإنما في الشتات، حيث وجد العديد من الفنانات والفنانين أنفسهم مجبرين على مواجهة تحديات إنتاجية مختلفة في أماكن إقامتهم الجديدة التي مازالوا يحاولون أن يجدوا لهم فيها موطئ قدم. لم يكن غريباً إذاً أن تتكرر مواضيع: مقاومة اليأس والهزيمة، مواجهة غلبة سرديات الموت والمظلومية والتطرف والاستبداد، البقاء أم الهجرة، أسئلة الهوية والانتماء والحدود، وكيف يمكن اجتراح الأمل في ظل الظروف الراهنة.
جاءت العديد من المقترحات الفنية بأشكال جديدة وواعدة - حتى لو لم تزل قيد التطوير - حيث أشارت الى محاولات لكسر الأنماط الفكرية السائدة وإعادة النظر بالأشكال الفنية المُتعارف عليها باستخدام أدوات تجريبية مُستلهمة من العالم الافتراضي أو مختبرات الذكاء الاصطناعي مثلاً.
مؤشرات مهمة أخرى ظهرت لنا: تقديم مشاريع تدريبية إبداعية بديلة تؤكد لنا حاجة الساحة الفنية الأدائية إلى تطوير سُبل مختلفة لنقل المعرفة والممارسات الفنية واختراق المنهجيات النمطية المتواجدة. كما لاحظنا عدد جيد من المشاريع المعنية بالأطفال. كان من المُلفت أيضاً تعدد المشاريع التي تناولت قضايا المساواة الجندرية ومقاومة عنف المجتمع البطريركي، وأيضاً واقع جيل الشباب والأزمات التي تعصف به، وقضية الاحتباس الحراري وضرورة رفع الوعي تجاهها اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. وجديرٌ بالذكر أيضاً عدد المشاريع المتزايد في مجال الرقص أو الممارسات التي تضع الجسد وما يحتويه من معانٍ كمحورٍ أساسي لقراءة الواقع المحيط بنا.
كان لافتاً أيضاً عدد المشاريع المُقدمة من قبل الإناث، وإن كنا نتمنى أن يواصل هذا العدد في الازدياد في الدورات القادمة، كما نتمنى أن تأتي مزيد من الطلبات من دول كموريتانيا والسودان والعراق واليمن والجزائر التي كان عدد الطلبات الواصل منها محدوداً جداً للأسف. لم يكن مفاجئاً لنا أيضاً أن العديد من هذه الطلبات قد أتى من قبل فنّانات وفنانين ومؤسسات تملك ممارسات فنية راسخة وتاريخ طويل في هذا الحقل. بكل تأكيد يقول هذا أموراً إيجابية عن قيمة المنحة وسمعتها، لكنه في المقابل مؤشرٌ عن الأوضاع الاقتصادية بالغة الصعوبة التي يمر بها جميع الفنانين والمؤسسات اليوم على اختلاف أعمارهم وتجاربهم الفنية وخاصة في ظل تواصل جائحة الكوفيد (الكورونا).
قُمنا بمراجعة جميع الطلبات بحرصٍ شديد، ووفق المعايير المُقررة من قبل مؤسسة آفاق. وفي إجماعنا على المشاريع الحائزة على الدعم لهذا العام، أخذنا بعين الاعتبار عناصر أساسية كالجودة الفنية والابتكار ووضوح الطلب المُقدم وتماسكه المنطقي. كما أخذنا بعين الاعتبار أيضاً عناصر عملية ولوجستية مهمة برأينا، كالإمكانية المنطقية لتحقيق المشروع بشكله الأمثل ضمن الظروف التي يعمل بها، وأهمية المنحة المُقدمة لتحقيق هذا المشروع فعلاً أو إكماله. هناك بعض المشاريع التي وبناء على مراجعتنا الدقيقة لطلباتها وجدنا أن حصولها على المنحة لن يكون ضماناً كافياً لتنفيذها، فيما مشاريع أخرى بدت قادرة على أن ترى النور حتى في حال عدم حصولها على المنحة.
لقد ألهمتنا جميع الطلبات المقدمة بلا استثناء. وإن كنا نبارك للفائزين بالمنحة هذا العام أفراداً ومؤسسات، إلا أننا نتمنى لجميع الفنانات والفنانين الذين تقدموا بطلبات الدعم أن يواصلوا عملهم الدؤوب الذي يقومون به، ليس فقط لأهمية الأسئلة الفنية والبحثية التي يطرحونها، وإنما للدور الذي يلعبونه في الإصرار على فتح نافذة للأمل والحياة في بلاد تُخيم عليها اليوم ظلالٌ ثقيلة من الركود والاستبداد والعنف والقهر."
كما أشارت لجنة التحكيم، تعالج المشاريع الفائزة الظروف العصيبة التي تشهدها المنطقة حالياً، وتحاول خلق سبل جديدة باستخدام مجموعة متنوعة غنية من أنواع الأداء والوسائط والمخرجات.
المشاريع المختارة من قبل لجنة التحكيم:
كيف نعيش مع قطعة أثاث - نيكولا فتوح (لبنان)
معايا بسكوت - حكيم عبد النعيم (مصر)
الحائطيون - عثمان سلامي (المغرب)
الدقيقة ٩٠ - عبدالله ضيف (مصر)
ظل - زينب الهنشيري (تونس)
الجبال تنادي (عنوان مؤقّت) - يلدا يونس (لبنان)
الرقّاص - الإحتراسي ياسين (المغرب)
ماذا أفعل هنا !! - كارولين عقاد (مصر)
إلهام - يارا الحاصباني (سوريا)
عالم مش مبرمج - ديمة مخائيل متى (لبنان)
حب في زمن الأبارتهايد - شرف دارزيد (فلسطين)
ألف مايلز - يونس أبو العقول (المغرب)
محاضرة عن لاشيء/ وقت لعقل أوسع - جاد حكواتي (لبنان)
قلب شجاع - وائل قدور (سوريا)
مشروع سلسلة للرقص النسخة السادسة - مركز ريزودانس مصر (مصر)
مختبر المسرح - مركز خليل السكاكيني الثقافي (فلسطين)
ديوان الأيتام من السيرة الهلالية - فرقة الورشة المسرحية (مصر)
القدس - شارع ابو عبيدة رقم 4 - المسرح الوطني الفلسطيني- الحكواتي (فلسطين)
الملتقى الدولي لعروض الفرجة ومسرح الشارع "حضبة أوترومون" - جمعية أبولون للثقافة والفنون (تونس)