يسرّ الصندوق العربي للفنون والثقافة (آفاق) وصندوق برنس كلاوس ومؤسسة ماغنوم الإعلان عن حصول أحد عشر/إحدى عشرة مصوّر/ة على منحة برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي في دورته الثامنة. البرنامج هو جزءٌ من جائزة صندوق برنس كلاوس التدريبية.
سيحصل المصوّرون/ات ممّن وقع عليهم/ـن الاختيار على منحةٍ إنتاجية كما سيستفيدون/ن من ورشتي عملٍ مكثفتين وبرنامجٍ تدريبي على مدى ستة أشهر لتطوير مشاريعهم/ـن تحت إشراف مدربين/ـات البرنامج: رندا شعث وبيتر فان آغتمايل وتانيا حبجوقة وإريك غوتسمان، بمصاحبة منسقة البرنامج جيسيكا موراي.
انطلقت الدعوة للتقدم للمنحة في 15 شباط/فبراير 2021 وأُغلق باب التقدم في 30 نيسان/أبريل 2021 بتلقّي 82 مقترحاً من 14 بلد عربي. اجتازت 75 من المقترحات المقدمة الفحص الإداري الأولي وأُرسلت إلى لجنة التحكيم لتقييمها.
شُكّلت لجنة تحكيمٍ من ثلاثة أعضاء لمراجعة وتقييم المقترحات المقدمة واختيار المشاريع المؤهلة لنيل الدعم. ضمّت اللجنة هذا العام المصوّرة اللبنانية داليا خميسي بالإضافة إلى مديرة مؤسسة ماغنوم كريستن لوبن والمصور والصحفي العراقي غيث عبد الأحد. انعقدت اللجنة افتراضياً على مدار يومين وخلُصت إلى اختيار 11 مشروعاً من فلسطين ومصر والأردن ولبنان وليبيا وسوريا واليمن.
وتعليقاً على تقييم مقترحات المشاريع، أصدرت لجنة التحكيم البيان التالي:
أذهلنا التنوّع الكبير للمواضيع التي تناولها خمسةٌ وسبعون مقترحاً قمنا بمراجعتها. رأينا بينها مشاريع تتحدث بشكلٍ مباشر عن القضايا العالمية وانعكاساتها على المنطقة، وأخرى تتناول المواضيع الكلاسيكية في التصوير الفوتوغرافي الوثائقي كالهجرة والعمران والصراعات المسلحة. رأينا كذلك مشاريع تستكشف قضايا عدّة بطرقٍ جديدةٍ غير مألوفة و غير مباشرة، كالنسوية والتحرش الجنسي والمجتمع الأبوي والاقتصاد ومساءلة الشباب لاستحقاقات المستقبل والقمع والمياه والفن والصحة والقضايا الكويرية والتاريخ والأرشفة. لاحظنا تحوّل عددٍ كبيرٍ من المصوّرين/ات إثر الجائحة إلى مساءلة قضايا أكثر حميمية وأكثر اتصالاً بالبيت أو حتى بمكنون الذات نفسها.
رأينا أيضاً قصصاً من المنفى الذي هو جزءٌ مهمٌ من سردية المنطقة. ولاحظنا التنوّع الجندري بين المتقدمين/ـات، كما لاحظنا أيضاً تنوعاً مثيراً للاهتمام بين من تعلّموا التصوير الفوتوغرافي ذاتياً ومن تلقّوا فيه تعليماً نظامياً.
اخترنا أحد عشر مشروعاً تعكس مجمل المقترحات المقدمة. وبينما نظر كل عضوٍ من أعضاء لجنة التحكيم إلى المقترحات المقدمة بشكلٍ مختلف وفق المعايير المحددة، توصلت اللجنة إلى خلاصةٍ مشتركة بناءاً على النقاش المطوّل حول كل مقترحٍ على حدا.
جذبتنا المشاريع التي تعالج قصصاً مهمة من زوايا جديدة أو غير مألوفة، ومنها على سبيل المثال المشروع الذي تناول مسألة التهجير والعمران من وجهة نظر جدّة المصوّر.
في حالاتٍ أخرى، لم يقع الاختيار على أعمالٍ ذات مستوى عالٍ من الجودة، إذ ارتأت لجنة التحكيم اكتمالها أو انتفاء حاجتها لتدريبٍ مكثّف كذلك الذي يقدمه برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي. أُسعدنا هذا العام رؤية مقترحاتٍ أكثر من فلسطين، ونود أن نرى المزيد من المقترحات المقدّمة في المستقبل من الخليج والعراق واليمن والتي جاءت بمشاركةٍ محدودة لهذا العام.
تغطي المقترحات المقدمة لدورة العام 2021 طيفاً واسعاً من الموضوعات الشخصية والاجتماعية والبيئية والسياسية. من ناحية، نجد قصصاً عن الهوية والنضالات الشخصية والقضايا الجندرية والأمومة تترافق مع قصص تستكشف المدينة من منظورٍ اجتماعي وعمراني وأخرى تتناول قضايا بيئية عالمية كالتغير المناخي ونقص المياه. ومن ناحيةٍ أخرى، يتناول عددٌ ملحوظٌ من المقترحات المقدمة قضايا الحرب والتهجير والهجرة والمنفى.
إحصائياً تتوزع المقترحات المقدمة بين 60% للذكور و40% للإناث، مقابل 61% للذكور و39% للإناث بالدورة السابقة. تنقلب هذه النسبة حين النظر إلى المشاريع التي حصلت على المنحة والتي تتوزع بين 45% من الذكور و55% من الإناث. هذا وقد سجلت الدورة الحالية ارتفاعاً في نسبة مشاركة المصوّرين/ـات المخضرمين/ـات من 57% لعام 2020 إلى 63% لهذا العام. ويُعزى ذلك إلى السمعة الطيبة التي حقّقها البرنامج واستجابته لمشكلة نقص الفرص التدريبية بمجال التصوير الفوتوغرافي الوثائقي بالمنطقة، فضلاً عن دعم البرنامج لخلق شبكات العلاقات بين المصوّرين/ـات واستدامتها.
تغطي أعمال المصوّرين/ـات الأحد عشر/الإحدى عشرة تنوعاً غنياً من الموضوعات من بينها ما هو شخصي وجندري وما يتعلق بالنضالات الاجتماعية والتطوير العمراني والأعراف الاجتماعية الاقتصادية كما الحرب وآثارها الممتدة إلى ما هو أبعد من ميادين المعركة.
في "زغلول الحمام" تصوّر لينا خالد (الأردن) مشاهد من رحلتها المؤلمة قبل وأثناء معركتها ضد مرض السرطان من خلال سلسلةٍ من البورتريهات الشخصية توثّق استكشافها لذاتها وإعادة بنائها لجسدٍ يخوض حرباً ضد نفسه. على صعيدٍ آخر توثّق دعاء نصر (مصر) في "معطّل حتى إشعار آخر" حياة النساء الشابات في مرحلةٍ يرسم ملامحها الخوف والقلق أثناء جائحة كورونا. في "مدينتين " يسافر غيّان الأمين (لبنان) بين بيروت والدوحة، تجذبه الظلمة في المدينتين في محاولةٍ للملمة حياته الممزقة بينهما. من جانبها تبحث إيفا سودارغايتي دويهي (لبنان) عن "الجنينة الأخيرة " في بيروت – أو آخر المسطحات الخضراء في مدينةٍ تقوم على نفي كل ما هو طبيعي بشكلٍ شبه كامل. ويأخذنا محمد حُزيّن (مصر) إلى القاهرة في "الموت مصيري إذا تم نقلي من هنا" مسلطاً الضوء على عمليات التطوير العمراني التي تجري في القاهرة الكبرى وأثرها على النسيج الاجتماعي للمدينة. فبينما يتعاظم بنيان أجزاءٍ بعينها من المدينة، تجد جدّته نفسها مجبرةً على الانتقال إلى شقةٍ لا تستطيع سداد ثمنها أو مغادرة الحي القديم. وفي "القاهرة عودة" يتتبع أحمد قابل (مصر) الحياة اليومية على متن عربة قطارٍ من الدرجة الثالثة خلال رحلاتٍ مختلفة من مسقط رأسه في بلدة أشمون إلى القاهرة وبالعكس. أما "منفيات من شوارعنا" لآية البرغثي (ليبيا) فهو دراسةٌ لعلاقة المصوّرة بمدينتين، مسقط رأسها بنغازي التي تختبرها من خلف زجاج سيارتها، وتونس المجاورة التي يمكنها التسكّع في شوارعها بحرّية. وإلى دلتا النيل حيث يوثّق محمد قطب (مصر) في "مأساة الأيدي الناعمة" انفصال مفاهيم العمل والنوع الاجتماعي في دلتا النيل متتبعاً مجموعةً من الفتيات الصغار ممّن يعملن في مصانع الطوب الأحمر. بالمقابل تركز نسرين نادر (اليمن) على الآثار الممتدة للحرب خارج ميادين المعركة في "هواء مجّاني" إذ توثّق مصاعب الحياة اليومية في اليمن الممزق على وقع الحرب الأهلية والآثار النفسية لها. ويسائل أمين أبو قاسم (سوريا) ذكرياته في محاولةٍ لفهم ماضيه وحاضره ومستقبله من خلال مشروعه "ذاكرتي قصيرة الأمد"". أخيراً يستقصي "قبس من جحيم" لسمر أبو العوف (فلسطين) قصص الأطفال الذين تعرضوا للإصابة والتشويه جرّاء الحلول الاعتباطية التي ارتُجلت لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي وقضاء الحاجات الأساسية اليومية في غزة المحاصرة.
للمزيد حول برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي وأعمال المصورين/ـات المشاركين/ـات، يمكنكم/ـن زيارة موقع البرنامج.