يسرّ الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة الإعلان عن اختيار أحد عشر مشروعًا بحثيًا من سبعة بلدان عربيّة، في إطار الدورة الثالثة (2020-2021) لبرنامجهما المشترك الخاص بالبحوث حول الفنون.
عقب إقفال باب الدعوة إلى تقديم الطلبات الخاصة بالبرنامج، والتي امتدّت من 7 تموز/يوليو إلى 18 أيلول/سبتمبر 2020، تلقّينا 87 مقترحًا بحثيًا من 11 دولة عربيّة، 60 في المئة منها مقدّمة من باحثين/ات أفراد، و30 في المئة من فِرق بحثيّة أو مجموعات بحثيّة ناشطة، و10 في المئة من مؤسّسات.
وضمت لجنة اختيار برنامج البحوث حول الفنون للعام 2020:
أسيل صوالحة، أستاذة مشاركة فى الأنثروبولوجيا بجامعة فوردهام بالولايات المتحدة الأمريكية
طارق العريس، أستاذ ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة دارتموث بالولايات المتحدة الأمريكية
علياء مسلم، زميلة برنامج أوروبا بالشرق الأوسط/الشرق الأوسط بأوروبا بمؤسسة ألكسندر فون هامبولت بألمانيا
عمر برادة، كاتب وقيّم فنّي وأستاذ بكوبر يونيون بالولايات المتحدة الأمريكية
كيرستن شايد، أستاذة مشاركة فى الأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية ببيروت، لبنان
عقدت اللجنة اجتماعًا افتراضيًا يوميْ 8 و9 كانون الأول/ديسمبر للتداول وتقييم مقترحات البحث بهدف اختيار المشاريع الفائزة. وتعليقًا على هذه الدورة ومجموعة الطلبات، أصدر أعضاء/عضوات اللجنة البيان الآتي:
"قرأ أعضاء/عضوات لجنة التحكيم الطلبات التي تتناول مختلف أشكال الفن تقريبًا وجميع مجالات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة. وقد تلقّت اللجنة مشاريع من جميع أنحاء المنطقة العربيّة، مع تركيز خاص في مصر والمغرب. كان من المفيد والجوهريّ تلقّي الطلبات من مرشّحين/ات من مختلف الأجيال وتلمُّس توجّهات البحوث في المنطقة. وقد سُررنا كثيرًا بخصوصيّة عدد كبير من المشاريع التي قَدّمت إطار عمل سليمًا ودقيقًا.
لاحظنا اهتمامًا كبيرًا بالأرشفة وعمليّات التوثيق في ما يتعلّق بالحِرف اليدويّة والتقاليد الموسيقيّة وأنماط التعبير الثقافي الأخرى. ويشير ذلك بوضوح إلى شعور بالخسارة الوشيكة، شعور ينتاب كثيرين/ات من الفنانين/ات والباحثين/ات عندما يتعلق الأمر بأشكال معيّنة من الفن أو التشكيلات الاجتماعيّة التى تعتبر "تقليديّة". وفي حين أنّ مثل هذه الدوافع مفهومة ومُرحَّب بها، إلا أننا نرغب في تسليط الضوء على أهميّة عمليّة التوثيق المعقدّة بهدف الذهاب أبعد من مجرّد الأرشفة من أجل الأرشفة والنظر إليها حصرًا باعتبارها نقصًا يتعيّن سدّه. فغالبًا ما تتجاهل هذه المقاربات الخطوة الحاسمة القاضية بتحليل كيفيّة إنتاج هذا الشعور بالنقص في المقام الأول وبالتالى ينتهى بهم الأمر الى تخليده. من هنا، فإننا نشجّع جميع مقدّمي/ات الطلبات الحاليّين/ات والمستقبلّيين/ات على النظر إلى الأرشفة بعين ناقدة.
تشتمل مشاريع عدة على العمل الميداني والتفاعلات الوثيقة مع المجتمعات. من وجهة نظر أخلاقيّة، ينبغي التشديد على أهميّة الاستماع إلى هذه المجتمعات وإشراكها باعتبارها مكونًا أساسيًا في البحث، من البداية إلى النهاية، من أجل تجنّبُ مطبّيْن متكرّريْن: 1 / التعامل مع أفراد المجتمع على أنهم مجرّد مخبرين وإنتاج معرفة لا يتمّ إطلاع المجتمع عليها؛ 2 / إنتاج المعرفة وفق فئات محدّدة سلفًا بدلاً من ترك الميدان يوجّه عمليّة بلورة النظريات/التصنيف.
بشكل عام، أُعجِبنا بجودة المشاريع وتنوّعها، وباستعداد كثيرين/ات من الباحثين/ات للتفكير في الفن والتعلُّم من خلال الفن، والنظر إلى الفن باعتباره وسيلة لفهم العالم وليس مجرّد موضوع للدراسة. ويظهر ذلك بوضوح في الشغف والحماس البارزَين في بعض المشاريع التي قدّمها مرشّحون/ات لا يتردّدون في اقتراح منهجيّات جديدة نأمل أن تُعيد تعريف مفهومنا لـ "البحث حول الفنون" في الوقت المناسب."
تأتي المشاريع البحثيّة الأحد عشر التي اختارها أعضاء لجنة اختيار برنامج البحوث حول الفنون من فلسطين ولبنان ومصر والمغرب وسوريا والأردن والعراق، وتغطّي مجموعة من الموضوعات التي تشمل التوثيق والأرشفة والمسح، بالإضافة إلى إعادة كتابة تاريخ السينما من منظور نسوي، والبحوث متعدّدة التخصّصات من بين جملة موضوعات أخرى.
المشاريع المُختارة في إطار برنامج البحوث حول الفنون للعام 2020-2021:
برنامج البحوث حول الفنون هو برنامج مشترك بين الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة (يتمّ تمويل هذا البرنامج من خلال منحة مقدَّمة من مؤسّسة أندرو و. ميلون للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة). يهدف البرنامج إلى دعم البحوث التي تتناول جميع الممارسات الفنيّة عبر مختلف حدود التخصّصات والمقاربات المنهجيّة حول الموضوعات الرئيسة التي تهمّ المنطقة العربيّة وتدور فيها.