يسر الصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق الاعلان عن أسماء ثلاثة وعشرين مستفيد/ة من منح برنامج الكتابات الإبداعية والنقدية في دورته الثالثة.
تأتي المشاريع المختارة من تسع دول عربية (الجزائر ومصر والعراق ولبنان والمغرب وعُمان وفلسطين وسوريا وتونس) وتعد بتجارب طموحة ومبتكرة لجماهير المنطقة العربية وخارجها.
تم فتح باب قبول الطلبات لبرنامج الكتابات الإبداعية والنقدية بين 1 شباط/فبراير إلى 1 أيار/مايو 2020. وقد تلقت آفاق 267 طلبًا، مسجلة ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بعام 2019 (164 طلبًا)، ويرجع ذلك إلى الزيادة الملحوظة في الطلبات الواردة من مصر (125 طلبًا، أي 47% من إجمالي الطلبات المستلمة). شملت المشاريع المقدمة مجموعة متنوعة من الأنواع الكتابية: القصص القصيرة (22%)، الكتب النقدية (22%)، الشعر (14%)، أدب الأطفال (10%)، الكتابات المسرحية (6%)، المنصات الرقمية (4%) والكتب المصورة (3%) بالإضافة إلى مشاريع البودكاست والترجمة (1%). توزعت المشاريع بين 63% ذكور، 31% إناث و6% مؤسسات، علماً أنّ 45% من طلبات الدعم هي لمشاريع أولى للمتقدمين.
تميّزت معظم المشاريع المقدمة بمضمون يعكس الصلة بالوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة العربية، وتناولت موضوعات عن الهوية والذات، الموت والبقاء، حقوق المرأة والفئات المهمشة، الحروب وقضايا اللاجئين والتحديات التي يواجهونها، بالإضافة إلى التراث والثقافات الشعبية.
تخطى 174 طلباً التدقيق الإداري، وتم إرسالها للجنة القرّاء المؤلفة من شكري المبخوت، زينة حلبي، نائل الطوخي وسنان أنطون، والتي اختارت 101 طلباً لمشاركته مع لجنة التحكيم للتقييم النهائي.
تألفت لجنة التحكيم لهذا العام من الكاتب والمترجم المصري هيثم الورداني، الكاتبة والشاعرة العراقية منال الشيخ والكاتب والمترجم السوري ثائر ديب، الذين اجتمعوا عبر الفضاء الإفتراضي يومي 27 و 28 يوليو، واختاروا 23 مشروعاً لنيل المنح. وقد أصدرت لجنة التحكيم البيان التالي بعد المداولات:
"في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب لجائحة كورونا وما تركتهُ من أثر سلبي على النشاط الثقافي، ورغم تعذر التواصل المباشر كالمعتاد، كان للجنة التحكيم الشرف بقراءة الطلبات المتقدمة لمنح الكتابات الإبداعية والنقدية هذه السنة، والتي عكست إلى حد كبير المناخ الفكري الحالي والتغييرات السياسية والاجتماعية التي تمر بها المنطقة. حاولت اللجنة في اختياراتها أن تنحاز بموضوعية إلى دعم الاشتباك مع أسئلة اللحظة الحاضرة، ودعم التجريب والابتكار في تجارب اتسمت بالنضوج، مع إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من التجارب المتنوعة والمغايرة.
تلقت اللجنة 101 طلبا، غلبت عليها الكتب النقدية في الأدب والفن ومشاريع المجموعات القصصية القصيرة. وكان لأشكال إبداعية أخرى كالشعر والروايات المصورة والمسرح وأدب الأطفال تواجد لافت.
سرّت اللجنة بملاحظة حضور قوي للمشاريع النقدية التي سعت لإخضاع مجالات اجتماعية متعددة للفحص والمراجعة، وإعادة التفكير في المحددات التي تحكمها، بما في ذلك مجال العمل الثقافي نفسه. وهي مشاريع يمكن أن نرى في كثير منها ثمرة من ثمار الحراك الاجتماعي في المنطقة العربية خلال العقد المنصرم. كما رصدت اللجنة أعمالاً تقف أمام سؤال الذاكرة، وتسعى لتوسيعه وتعقيده، سواء أمن خلال الوقوف أمام شخصيات بعينها، لعبت أدواراً مهمة في المجال الثقافي أو الاجتماعي، ومن ثمّ محاولة للاشتباك مع أسئلة اللحظة الحاضرة مع تفعيل بعدها التاريخي، أو من خلال تنشيط المخيلة، أو استحضار الماضي بقوة المجاز. كانت هناك أيضاً أعمال ذات نزعة نسوية واضحة ومبتكرة، تعكسُ الجرأة والنضوج والموضوعية في تناول المسائل الخاصة بهذا الجانب، خاصة عند فئة الشباب، مما يشير إلى تطور نوعي ملحوظ في الساحة الكتابية. كما وردت أعمال أخرى أخذت طابعا ًبحثياً واضحاً، مع وضع مسألة إيجاد شكل لمخرجاتها في اعتبارها. فاجتهدت في خلق أشكال إبداعية وأدبية لهذه المخرجات، باحثة عن مكان مستقل لها بين الأدبي والبحثي، والتي اعتمدت على تنشيط أكثر من جنس كتابي في متنها.
كما سعت اللجنة إلى منح التجارب الإبداعية الناضجة، لاسيما في القصة والشعر، الدعم الكافي لمواصلة مشاريعهم في مراحل الكتابة والنشر. كذلك دعمت اللجنة أشكالا مثيرة من القصص المصورة، وأدب الأطفال وأشادت بجودة الكثير منها على المستوى الفكري والفني. هذا وأشارت إلى أهمية دعم مشاريع أخرى تسعى لخلق طرق مبتكرة للتعامل مع الأرشيف وقراءة التاريخ.
لم يكن بوسع اللجنة اختيار كل المشاريع الجيدة التي أثارت انتباهها، لذلك تهيب بأصحاب المشاريع التي لم تحظ بالقبول بأن يعيدوا المحاولة مرة أخرى.
من الملاحظ كذلك على مستوى البلدان ندرة وغياب طلبات من دول ومناطق بعينها، لذا تشجع الكتاّب والكاتبات من المناطق المهمشة وجميع الدول العربية على التقدم إلى المنحة في السنوات القادمة.
وفي باب التوصيات، أثارت اللجنة نقاشاً مهماً فيما يتعلق بدعم الترجمة وأوصت بوضعها موضع الاهتمام في برامج المنح الأدبية في الدورات اللاحقة."
بين الحاصلين والحاصلات الجدد على المنح، ثلاثة سبق ونالوا منحة آفاق، مقارنة بعشرين ينالونها للمرة الأولى، توزعوا بين 7 كاتبات، 13 كاتباً و3 مؤسسات. بالنسبة للأنواع، 8 من المشاريع الفائزة هي لكتب نقدية، 5 مجموعات قصصية، 3 دواوين شعر، 3 منصات إلكترونية، روايتين مصورتين و كتابين في فئة أدب الأطفال.
المشاريع المختارة لنيل المنحة:
قومي يا مريم - رباب إبراهيم هلال (سوريا)
تغطية العري - فتحي كلفت (مصر)
مدخل جانبي إلى البيت - أمل عامر السعيدي (عُمان)
محمد عبد المطلب: سلطان الغناء - محب جميل (مصر)
الطابعُ والبطاقة: رسائل في الأدب الجزائري - صلاح باديس (الجزائر)
قاموس التغيرات المناخية - نور البرزاوي (سوريا)
رحلة البحث عن مي - باسكال غزالي (لبنان)
قصة حب معمارية - عصام الشمالي (لبنان)
صرخة قناوي الأخيرة "هاوريكم". تطور الرؤية الذاتية وطرق الحكي عند يوسف شاهين مابين عامي 1950 و 2007 - باسل رمسيس لبيب (مصر)
ولكنّ قلبي: متنبّي الألفية الثانية - يوسف السعيد السيد رخا (مصر)
ثقافات التكوين: الممارسات البيئية المحلية - وسام العسلي (سوريا)
قبل الربيع .. بعد الربيع؛ نحو مسرح سياسي عربي معاصر - عادل عبد الوهاب (مصر)
أرشيف مجلات الماستر من 1960 - 1985 في مصر - أحمد عبد الحميد أحمد المنجي (مصر )
تمشية بجوار عوليس.. بحثًا عن د. طه - محمد فرج محروس حسان (مصر)
من تريد الثورة على الفنّ المعاصر؟ - ديمة حمادة (لبنان)
للشوارع أرواح أيضاً - إسلام أحمد سلامة علي (مصر)
كتاب الكوابيس - حسن أكرم رؤوف (العراق)
سيرة ناقصة - عبد الإله مهداد (المغرب)
احلمي يا سيدي - سارة أبو غزال (فلسطين)
حكايات الإجهاض - غدير أحمد محمد الدماطي (مصر)
حكايات من الفن الفلسطيني - مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي (فلسطين)
فَمْ: مجلة بيروت الأدبية والفنية - فَمْ: مجلة بيروت الأدبية والفنية (لبنان)
سلسلة جدل تاريخي - مؤسسة الهامش (تونس)
أطلق برنامج الكتابات الإبداعية والنقدية في العام 2018، استكمالاً لبرنامج منحة الأدب (2007 – 2013) وبرنامج آفاق لكتابة الرواية (2014 – 2016)، مركزاً على دعم مجالات بحاجة للدعم، كما أظهرت توصيات الدراسة التي أجرتها آفاق بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها.